جدّدت شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية، اليوم الإثنين، التزامها بالتنقيب عن الغاز في لبنان بحلول العام المقبل، في إطار مشروعها بـ"البلوك رقم 9" إثر الاتفاق بين لبنان وإسرائيل على ترسيم الحدود البحرية.
جاء ذلك في بيان صادر عن الشركة عقب زيارة أجراها وزير الطاقة والمياه اللبناني وليد فياض إلى مقر الشركة الفرنسية ولقاءه باتريك بويانيه، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لـ "TotalEnergies".
تعبئة فرق الحفر
فنقل البيان عن بويانيه قوله، إنه "يجري الآن تعبئة الفرق المسؤولة عن عمليات الحفر في بلوك 9" بالمياه الإقليمية اللبنانية على الحدود مع إسرائيل.
وأضافت الشركة في بيانها أن "الطلبات المسبقة للموردين من أجل المعدات المطلوبة قد قُدمت"، ومن المجرح اختيار المورد لمنصة حفر جديدة في الربع الأول من عام 2023.
ويشارك أكثر من 10 أشخاص في إعداد البئر؛ قبيل مرحلة التنقيب والإنتاج، "وبحلول نهاية مارس/ آذار، سيصل الفريق المعبأ في بيروت إلى أكثر من 20 موظفًا"، وفق "توتال".
وبالتوازي مع ذلك، يتم حشد الموارد البحرية للمساهمة في الدراسات البيئية التي سيتم الانتهاء منها بحلول نهاية يونيو/ حزيران 2023.
#لبنان يؤكد استعداد شركة "توتال" للتنقيب عن الغاز فور إتمام اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل pic.twitter.com/f8tynqMh1Z
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 12, 2022
ضمانة فرنسية
كما كشفت "توتال" إن رئيسها التنفيذي ورئيس مجلس إدارتها باتريك بويانيه أكد هذه الأهداف عند لقائه بفياض في مقر الشركة بباريس.
وفي أكتوبر 2022، وقّع الرئيس اللبناني ميشيل عون ورئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد نص اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، وتم تسليمه لاحقًا من قبل وفدي البلدين وبشكل منفصل إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين، وممثل عن الأمم المتحدة في بلدة رأس الناقورة الحدودية.
وكان وزير الطاقة اللبناني قد صرّح لـ"العربي" في أكتوبر الفائت، أن اتفاق ترسيم الحدود إنجاز تاريخي يضع لبنان في مسار الدول المنتجة للغاز، مشددًا على أن بيروت حققت من خلاله شروطها كاملة.
وأضاف من بيروت: "لم نتنازل عن أي شبر من حدودنا البحرية".
وأتى هذا الاتفاق عقب مفاوضات متوترة غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أميركية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كيلومترًا مربعًا.
وعليه، وقّعت شركة النفط والغاز الفرنسية العملاقة اتفاقًا مع الحكومة اللبنانية بشأن مصير حقل الغاز، مع دخول اتفاقية الحدودية البحرية مع إسرائيل حيز التنفيذ.
وتضم الاتفاقية شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية وشريكتها "إيني" الإيطالية، حيث تُشغل "توتال" منطقة الاستكشاف 9، وتمتلك 60 % من أسهم التطوير، جنبًا إلى جنب مع شريكتها "إيني" الإيطالية المالكة لـ 40 %.