Skip to main content

توسع المواجهة بين "حزب الله" وإسرائيل.. هل يتجه لبنان نحو حرب مفتوحة؟

الأربعاء 21 أغسطس 2024
تتحوّل جبهة لبنان تدريجيًا من ساحة إسناد إلى ساحات مواجهة - الأناضول

مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، وتخييم أجواء سلبية على جهود اتفاق وقف إطلاق النار والتحذير من انهيارها، تبرز الساحة اللبنانية كفضاء مشتعل تتوسّع فيه رقعة الاستهدافات الإسرائيلية، بحيث تتحوّل جبهة الشمال تدريجيًا من ساحة إسناد إلى ساحات مواجهة.

واستهدفت ضربات في العمق اللبناني في بعلبك، مخازن للأسلحة، ما يزيد من الضغوط على "حزب الله"، وسط دفع من أطراف داخل إسرائيل للدخول في مواجهة مفتوحة مع الحزب وتوجيه ضربة استباقية.

وفي مقابل هذه الضغوط الإسرائيلية، يؤكد "حزب الله" أنّه لم يكشف عن تفاصيل ترسانته من آلاف الصواريخ والقذائف المدفعية كاملة. كما يُوسّع من رقعة استهدافه للمواقع الإسرائيلية، حيث أدخل مناطق جديدة في الجولان في بنك أهدافه مقابل البقاع. وبذلك يتوسّع المدى الناري بين الطرفين، حيث لم يعد محكومًا بقواعد اشتباك قد يُصبح الحديث عنها جزءًا من الماضي.

وفي خضم هذا التوسّع، يجدّد الحزب تأكيد حقّه في الردّ على اغتيال القيادي فؤاد شكر.

وتُنذر هذه التطورات على الجبهة اللبنانية، بالدخول في مواجهة مفتوحة قد تنزلق بعدها المنطقة في حرب شاملة، لا سيما مع تأكيد إيران على حقّها في الردّ على اغتيال إسماعيل هنية داخل أراضيها.

تحرّك دولي من دون نتيجة

ولمنع هذا التدهور، تتحرّك الأطراف الدولية من خلال زيارات دبلوماسيين عرب، وجولات المبعوث الأميركي، وحراك فرنسي. وكل هذه التحرّكات لم تُسفر عن شيء حتى الآن.

ويربط الوسطاء بين وقف التصعيد ووقف القتال في غزة، إذ أصبح التوصّل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار مفتاحًا لمنع وقوع حرب شاملة.

كيف يُمكن الربط بين تعثّر المفاوضات وزيادة الضغط على حزب الله؟ وما هي أهداف التوسيع الإسرائيلي لرقعة استهدافاته العسكرية في لبنان؟ وما هي تداعيات كل ذلك على احتمال انزلاق المنطقة في حرب واسعة وجهود المجتمع الدولي لمنع وقوعها؟

"الحرب المفتوحة في لبنان تعني حربًا في كل فلسطين المحتلة"

قال الكاتب والباحث السياسي قاسم قصير، إنّ حزب الله لا يزال في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر، ورغم توسّع دائرة الهجمات الإسرائيلية واستهدافها المدنيين، فإن كل المعلومات الواردة من مصادر عدة تُشير إلى أنّ لا رغبة لدى "حزب الله" بالذهاب إلى حرب واسعة في هذه المرحلة، بانتظار نتائج المفاوضات بشأن غزة، والردّ على اغتيال القيادي في "حزب الله" فؤاد شكر.

وقال قصير في حديث إلى "التلفزيون العربي" من بيروت، إنّ الحرب المفتوحة في لبنان تعني حربًا مفتوحة في كل فلسطين المحتلّة، ويُمكن أن تتحوّل إلى حرب إقليمية واسعة، وهو ما يسعى الأطراف الدوليون والإقليميون إلى منع حدوثه حتى الآن.

"وحدها إسرائيل من يريد حربًا إقليمية"

من جهته، اعتبر المؤرخ والباحث في الشأن الإسرائيلي الدكتور جوني منصور أنّ إسرائيل هي الطرف الوحيد في المنطقة الذي يُريد حربًا إقليمية منذ سنوات، وتُجهّز نفسها لحرب واسعة.

وقال منصور في حديث إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، إنّ نتنياهو يُريد إقحام إسرائيل في الحرب وجرّ واشنطن وحليفاتها إلى حرب إقليمية، مضيفًا في الوقت نفسه أن واشنطن وحلفائها غير راغبين في ظل الظروف الراهنة في الانجرار إلى هذه الحرب، لأنّها ستزيد من حدة الأزمة التي تعيشها المنطقة.

وأشار إلى وجود تحرّك عسكري إسرائيلي قوي على الحدود الشمالية مع لبنان، لكنّه لا يصل إلى مرحلة التصعيد الذي يُوصل إلى حرب مفتوحة.

"فرنسا لا تملك نفوذًا فعليًا لإيقاف ما يحصل"

بدورها، أكدت أستاذة العلاقات الدولية والأمن العالمي آن جوديتشيلي، أنّ فرنسا لا تمتلك القدرة الحقيقية على ممارسة نفوذ فعلي لإيقاف ما يحصل على جبهة لبنان، رغم العلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين.

وقالت جوديتشيلي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من باريس، إنّ فرنسا تقود الرؤية الأوروبية لما يُمكن القيام به، لكنّ القائد الحقيقي لهذه الكارثة وكيفية حلّها هو الولايات المتحدة.

ورأت أنّ الدبلوماسية الأميركية يجب أن تُمارس دورًا أفضل وأقوى وأكثر فعالية مع إسرائيل من أجل إيقاف الحرب على غزة. وشدّدت على أنّ أولوية فرنسا الآن هي وقف إطلاق النار في القطاع.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة