غيّب الموت سامي شرف، سكرتير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر للمعلومات، عن 93 عامًا بعد معاناة مع المرض.
الرجل الذي عرِف بكونه "خزانة أسرار عبد الناصر"، كان أحد مؤسّسي المخابرات العامة المصرية، وحظي بفترة نفوذ كبيرة في السلطة.
من هو سامي شرف؟
وُلد بأحد أحياء القاهرة في أبريل/ نيسان عام 1929. التحق في السابعة عشرة من عمره بالكلية الحربية، وتخرّج فيها برتبة ملازم في سلاح المدفعية بمضي أقل من 3 سنوات.
في عام 1951، شكّل لقاؤه بعبد الناصر نقطة التحوّل في حياته. كان ذلك في أحد المؤسسات العسكرية، التي كان يُدرس فيها عبد الناصر مادة التحركات والمخابرات.
وقال جمال الذي أبدى حينها إعجابه بسامي: "إذا استمريت بهذا الأسلوب في العمل سيكون لك مستقبل باهر".
تكليفات بمهام خاصة
بدأ سامي شرف عمله ضابطًا في المخابرات الحربية، عقب نجاح حركة الضباط الأحرار في يوليو/ تموز 1952.
وفيما كان يتلقى تكليفات بمهام خاصة من عبد الناصر، كلّفه بإنشاء سكرتارية الرئيس للمعلومات وقيادة هذه المهمة.
على الأثر تدرّج السكرتير المقرب في مهام عمله حتى حصل على درجة مدير عام، ثم نائب وزير، فوزير للدولة وكذلك وزير لشؤون رئاسة الجمهورية في أبريل 1970.
وتحدث شرف في إحدى الحوارات التي أُجريت معه عن لقاءاته مع مندوبي "السي آي إيه".
بوصول أنور السادات إلى الرئاسة في مصر، استمر سامي شرف في منصبه خلال الشهور الأولى.
لكن أُلقي القبض عليه لاحقًا مع آخرين من رموز النظام في مايو/ أيار 1971، في ما أطلق عليه السادات "ثورة التصحيح"، فوجهت له تهمة "التآمر على نظام الحكم".
لدى خروجه من السجن الذي استمر لمدة 10 سنوات، كتب سامي شرف مذكراته السياسية التي حملت عنوان "سنوات وأيام مع عبد الناصر"، وتضمنت نقدًا لاذعًا لسياسات السادات وحقبته.