ألقت الشرطة الأميركية، أمس الثلاثاء، القبض على "المشتبه به الرئيس" في التحقيق المشترك في مقتل أربعة مسلمين في ولاية نيومكسيكو، فيما تبين أنه مهاجر مسلم من أفغانستان، بحسب ما ذكرت.
وكانت السلطات في الولاية قد أعلنت السبت أنها تحقّق في احتمال وجود رابط بين مقتل ثلاثة مسلمين هذه السنة، ومقتل مسلم في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، وقد أطلقت الأحد دعوة إلى العامة لمساعدتها في حل القضية الغامضة، بعد اكتشاف جثة يوم 5 أغسطس/ آب قرب مكتب يقدم خدمات للاجئين.
4 ضحايا خلال أشهر.. جريمة جديدة بحق شاب مسلم في #أميركا ومخاوف من استهداف ممنهج لمسلمي البلاد @AnaAlarabytv pic.twitter.com/CAUODIIsqs
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 8, 2022
سيارة المشتبه به
وبعد أن هزّت الجرائم الجالية الإسلامية في أكبر مدينة في الولاية الأميركية، أرجعت الشرطة الفضل في القبض على المشتبه به إلى معلومات قدمها سكان في مساعدة المحققين لتحديد مكان سيارة يعتقدون أنها استخدمت في إحدى عمليات القتل، وتعقبها ليتم التعرف على المشتبه به، والذي يدعى محمد سيد (51 عامًا)، من سكان ألباكيركي.
واتُهم سيد رسميًا بقتل أفتاب حسين (41 عامًا)، ومحمد أفضل حسين (27 عامًا)، في 26 يوليو/ تموز والأول من أغسطس/ آب، على التوالي، لكنه يعتبر مشتبهًا في جرائم القتل الأربع، وفق ما ذكره قائد شرطة المدينة، هارولد ميدينا في مؤتمر صحافي. ورجحت السلطات أن عمليات القتل قد تكون منطلقة من ضغائن شخصية، وربما قد تحمل صبغة طائفية.
وقُتل آخر ضحية، نعيم حسين (25 عامًا)، وهو سائق شاحنة أصبح مواطنًا أميركيًا في يوليو، بعد ساعات من مراسم دفن الرجلين، اللذين تعود أصولهما إلى باكستان.
استياء بايدن
واستنكر الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد جرائم قتل المسلمين في الولاية، وأعرب في تغريدة عن "غضبه وحزنه إزاء الجرائم المروعة التي قُتل فيها أربعة رجال مسلمين في ألبوكيركي". وتابع: "بانتظار نتائج التحقيق، أصلي من أجل عائلات الضحايا، وإدارتي تقف بحزم مع الجالية المسلمة. هذه الهجمات الحاقدة لا مكان لها في الولايات المتحدة".
وقُتل أول ضحية معروف، محمد أحمدي (62 عامًا)، المولود في أفغانستان، في السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021، بينما كان يدخن سيجارة خارج متجر بقالة ومقهى كان يديرهما مع شقيقه في الجزء الجنوبي الشرقي من المدينة.
وقالت الشرطة إن عمليتي القتل اللتين اتهم بهما سيد تم ربطهما ببعضهما البعض بناء على أغلفة الأعيرة النارية التي تم العثور عليها في موقعي القتل، وتم العثور على السلاح المستخدم في الحادثين في منزله في وقت لاحق.
منزل المشتبه به
وذكرت الشرطة أن المحققين كانوا يستعدون لتفتيش منزل سيد في جنوب شرق ألباكيركي، يوم الاثنين، عندما غادر المنزل في السيارة التي حددها المحققون للجمهور في اليوم السابق على أنها "سيارة محل اهتمام". كما تم ضبط أسلحة نارية متعددة في منزل المشتبه به، واكتشف المحققون "أدلة تظهر أن الجاني يعرف الضحايا إلى حد ما، وربما أدى خلاف شخصي إلى إطلاق النار عليهم".
وقالت الشرطة إن سيد لديه سجل من المخالفات الجنائية في الولايات المتحدة، من بينها قضية عنف أسري، على مدى السنوات الثلاث أو الأربع الماضية.
وسعت سلطات ألباكيركي وسلطات الولاية لتوفير عدد أكبر من رجال الشرطة عند المساجد خلال أوقات الصلاة مع استمرار التحقيق في المدينة، التي تضم ما يصل إلى 5000 مسلم من إجمالي عدد السكان البالغ 565 ألف نسمة.
وأثارت عمليات إطلاق النار التي استهدفت الرجال، وكلهم من أصول باكستانية أو أفغانية، الفزع بين الجالية المسلمة في ألباكيركي، حيث اختبأت عائلات في منازلها، بينما غادر بعض الطلاب الباكستانيين في جامعة نيو مكسيكو المدينة طلبا للسلامة.
ووجه رئيس بلدية ألباكيركي، تيم كيلر، الشكر إلى سلطات إنفاذ القانون على مستوى المدينة والولاية والسلطات الاتحادية على جهدهم في القضية.