اعتبر مسؤول رفيع المستوى في شركة "ميتا" (فيسبوك، إنستغرام) أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، وهو التقنية التي يستند إليها برنامج "تشات جي بي تي"، بات أصلًا في مرحلة ركود، واعدًا بنموذج جديد للذكاء الاصطناعي أقرب إلى الذكاء البشري.
وقال المدير العلمي للذكاء الاصطناعي في "ميتا" يان لوكون، في تصريح للصحافيين، إنّ "الذكاء الاصطناعي الراهن والتعلم الآلي عديما الفائدة"، مضيفًا أن "البشر يتحلّون بالمنطق بينما الآلات تفتقر لذلك".
وجاء شرح لوكون على هامش حدث مُقام في باريس في وقت عرضت فيه "ميتا" نموذجًا جديدًا للذكاء الاصطناعي مُسمى "إيمدج جوينت إمبيدينغ بريديكتيف أركيتكتشر" ("Image Joint Embedding Predictive Architecture" (I-JEPA).
"نماذج لغوية مدربة"
وأوضحت "ميتا" أن هذه التقنية الرؤيوية الحاسوبية "تتعلّم (...) من خلال إنشاء نموذج داخلي للعالم الخارجي عبر مقارنة عروض تجريدية للصور (بدل مقارنة عناصر الصور نفسها).
وتعتمد برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي كـ"تشات جي بي تي"أو "بارد" (من "غوغل") في الوقت الراهن على نماذج لغوية مدرّبة على قواعد بيانات ضخمة لتتمكن من التنبؤ بالكلمة التي يُفترض أن تلي الأخرى حتى إنشاء مختلف أنواع النصوص (أطروحات، قصائد...). وتشتغل برامج بينها "دال-ايه" و"ميدجورني" استنادًا إلى المبدأ نفسه لإنتاج صور.
وقال لاكون "إنّ ما جرى التوصل إليه هو ثورة أصلًا"، مضيفًا "إذا جرى تدريب نموذج باستخدام ألف أو ألفي مليار رمز، فسيبدو أنه قادر على الفهم، لكنّه في الواقع يرتكب أخطاء غبية أو منطقية".
قد يتسبب في انقراض البشرية والحروب النووية.. خبراء يحذرون من مخاطر الذكاء الاصطناعي#شبابيك تقرير: نور الصفدي pic.twitter.com/W6AKlB2P39
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 31, 2023
وأكدت "ميتا" في بيان أنّ "الأساليب التوليدية تركز كثيرًا على التفاصيل، بدل التقاط مفاهيم شاملة قابلة للتنبؤ بها"، وبالتالي فهي تواجه صعوبة في "إنشاء صور التقطها بشر بطريقة دقيقة".
وتسمح "إيمدج جوينت إمبيدينغ بريديكتيف أركيتكتشر" التي تستند إلى رؤية العالِم الفرنسي، للآلة التفكير بشكل مجرّد كالبشر. وستكون مُتاحة لأي باحث يرغب في اختبارها.
وبدوره، أكّد رئيس "ميتا" مارك زوكربيرغ، في صفحته الشخصية عبر فيسبوك، أنّ الهدف الكامن وراء هذه التقنية يتمثل في ابتكار تقنية للذكاء الاصطناعي "تعكس بصورة أفضل الطريقة التي يفهم البشر من خلالها العالم".
وفي حين عاد لوكون للإشارة إلى أنّ "النماذج التوليدية باتت من الماضي"، قال: "سنتخلى عنها لصالح تقنيات تنبؤية"، على غرار النموذج الذي عرضته المجموعة الأميركية.