جدل افتتاح الأولمبياد.. إدانات من كنائس واتحاد العلماء المسلمين
يتواصل الجدل بشأن المشهدية التي قدمتها فرنسا في افتتاح الألعاب الأولمبية في باريس، حيث ندّدت مراجع دينية مسيحية وإسلامية بما اعتبرته إساءة فرنسية من خلال استحضار لوحة "العشاء الأخير" للفنان ليوناردو دا فينشي، "التي تمثل لحظة حاسمة شديدة التكثيف في المسيحية، وتصوّر آخر ما شاركه السيد المسيح مع تلاميذه".
ولاقى العرض انتقادات "حادة"، مع تضمنه ترويجًا للمثلية، وذلك خلال إقامة لوحة "العشاء الأخير" بصورة قابلها استنكار عالمي. شعبي وديني، وفق تقارير إعلامية.
ونددت كنائس في العراق بحفل الافتتاح في باريس، حيث دعت كنيسة في الموصل رعيتها للصوم يوم أمس احتجاجًا، فيما اعتبرت الكنيسة الكلدانية في العراق من خلال بيان لها، أن "ما حدث في حفل افتتاح أولمبياد باريس أمر مخجل واستهزاء بالديانة المسيحية، يجرح إيمان ومشاعر أكثر من مليارين ونصف المليار مسيحي في العالم".
وقالت الكنيسة في بيانها: إن "مبادئ الألعاب الأولمبية تهدف إلى جمع الشعوب على المحبة والاحترام والتعاون وليس إلى التجريح والفرقة"، مشيرة إلى أن البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو "يقف إلى جانب الكنيسة في فرنسا ومجلس أساقفتها".
جدل افتتاح أولمبياد باريس
من جانبها، أدانت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية الافتتاحية، مشيرة إلى أن المسيحيين تعرضوا للإهانة.
كما ندد نائب رئيس قسم العلاقات المجتمعية والإعلامية بالكنيسة، فاختانغ كيبشيدزي في بيان، بتصوير لوحة "العشاء الأخير"، وأضاف أن ما حدث هو تعبير مكثّف عن الأفكار التي كانت موجودة قبل الألعاب الأولمبية، والتي ستستمر بعد ذلك.
وأعرب كيبشيدزي عن التضامن مع ملايين المسيحيين في العالم، الذين شعروا بالإهانة من المشهد الافتتاحي للأولمبياد. وتابع: "أظهر الذين نظموا افتتاح الألعاب الأولمبية أنهم يحتقرون الحضارة الأوروبية والمسيحية كأساس لها".
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين
وكان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، قد انضم للمنتقدين، وأعلن أمس الإثنين عن استيائه الشديد من الإساءة للسيد المسيح خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024، معلنًا إطلاق حملة للدفاع عنه.
وأكد الاتحاد أن حفل الافتتاح "شهد إهانة صارخة للأديان، وإساءة بالغة لأنبياء الله عليهم السلام، وبخاصة سيدنا المسيح، وحوارييه".
واعتبر أن "ما حدث في هذا الحفل يمثل انحدارًا أخلاقيًا غير مسبوق، وتعديًا سافرًا على القيم الروحية والمبادئ الإنسانية". كما عدّه "انتهاكًا صارخًا لما يجب أن تكون عليه الرياضة من روح وحدة وتفاهم".
ودعا الاتحاد "الأئمة والخطباء إلى التركيز في خطبهم ودروسهم على ضرورة احترام جميع الأنبياء والمرسلين وأن الإيمان بهم ركن من أركان ديننا الحنيف، والتأكيد على مكانتهم العظيمة في جميع الأديان السماوية".
الأزهر
وفي سياق متصل، أعلن الأمين العام للاتحاد علي محمد الصلابي في بيان، عن توجيه خطاب إلى أعضاء الاتحاد "يدعوهم فيه للمشاركة في حملة عالمية للدفاع عن مقام سيدنا عيسى، وذلك في ظل الهجمة الشرسة التي تعرض لها خلال حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024".
ومساء الأحد، أدان الأزهر الشريف في مصر، مشاهد الافتتاح، معتبرًا "الإساءة إلى المسيح أو إلى أي نبي من إخوانه تطرف وهمجية طائشة".
وكانت ردود الفعل العالمية قد دفعت بالمدير الفني لحفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية توما جولي، إلى نفي أن يكون العرض "مستوحى" من لوحة العشاء الأخير.
وقالت المتحدثة باسم اللجنة المنظمة آن ديكان الأحد للصحافيين: إن "النية لم تكن أبدًا الحط من شأن أية مجموعة دينية". وأضافت: "إذا شعر الناس بالإهانة فنحن آسفون حقًا".