الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

جدل في الجزائر حول الانتقال اللغوي من الفرنسية إلى الإنكليزية

جدل في الجزائر حول الانتقال اللغوي من الفرنسية إلى الإنكليزية

شارك القصة

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش جدل الانتقال اللغوي في الجزائر (الصورة: غيتي)
تعود إشكالية الانتقال اللغوي في الجزائر لتفرض نفسها بعد إعلان رئيس البلاد إدارج اللغة الإنكليزية في مناهج التعليم، وهو قرار متجدد بعد تجربة سابقة عام 1993.

لا يزال قرار إدراج اللغة الإنكليزية في مناهج التعليم الابتدائي في الجزائر محور أخذ وردّ، بعدما أثار جدلًا على أكثر من مستوى، بالنظر إلى الدلالات السياسية المحتملة لهذا القرار.

فقد أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنّ إدراج الإنكليزية في مناهج التعليم الابتدائي سيكون بدايةً من هذا العام، معتبرًا أن "اللغة الفرنسية هي غنيمة حرب بالنسبة للجزائريين".

وبموجب القرار ستصبح الإنكليزية ثاني لغة أجنبية في المرحلة الابتدائية إلى جانب الفرنسية، علمًا أنّ حوالي 15 مليون جزائري من بين 45 مليونًا، يتحدثون اللغة الفرنسية، وفقًا لتقرير للمنظمة الدولية للفرانكفونية.

الفرنسية "غنيمة حرب"؟

ويرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية توفيق بوقاعدة أن الرئيس عبد المجيد تبون تبنى موقفًا إيديولوجيًا متحيزًا في الجدل القائم بالبلاد حول الموقف من اللغة الفرنسية.

ويشير بوقاعدة في حديث إلى "العربي"، من الجزائر، إلى أن وصف اللغة الفرنسية بغنيمة حرب هي إحدى الإشكالات التي لا تزال تطرح في الشارع المحلي بقوة، منذ استقلال البلاد عام 1962، وسط انقسام محلي حوله، بين من يراها ضرورة، ومن يراها إرثًا استعماريًا، وأسلوبًا من أساليب الاستيلاء الثقافي على المجتمع الجزائري. 

ويوضح بوقاعدة أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها طرح إدراج اللغة الإنكليزية، ثم يتم التراجع عنه، كما حصل عام 1993.

"العباءة الفرنسية"

ويعتبر أستاذ العلوم السياسية أن مسألة أزمة المنظومة التعليمية في الجزائر أعمق بكثير من تلك الإشكالية المطروحة، حتى لو تم هذا الانتقال اللغوي في إطار النقاش السياسي، أو ما يُعتقد أنه خروج من "العباءة الفرنسية".

ويؤكد بوقاعدة أن إشكالية الانتقال اللغوي مطروحة بقوة في إدارة الشأن العام الجزائري، حيث تعتمد أغلب الإدارات الرسمية حتى الآن على اللغة الفرنسية في مراسلاتها، حتى إن العديد من المسؤولين يخاطبون الشعب باللغة نفسها.

وخلال السنوات الأخيرة تصاعدت مطالب من أحزاب وجمعيات جزائرية، تدعو إلى إدراج الإنكليزية في السنوات الأولى للتعليم باعتبارها أكثر اللغات انتشارًا في الأوساط العلمية عالميًا.

وبينما يبرر البعض اعتماد لغة أجنبية ثانية ذات أهمية بالغة في مجالي المال والأعمال؛ يخشى كثيرون من الزج باللغات في حرب إيديولوجية لا يستفيد منها التلاميذ شيئًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close