أثار خبر عرض منزل سكنه مؤسس علم الاجتماع عبدالرحمن ابن خلدون في مدينة فاس للبيع جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب، حيث طالب المغردون السلطات باقتنائه.
وانتقدت فعاليات تعنى بالتاريخ والتراث في البلاد تهميش السلطات المغربية لهذا المكان، ودعت إلى الاعتناء به وعده تراثًا وإرثًا تاريخيًا للمملكة.
واقتنت العائلة المالكة للبيت هذا المكان عام 1969، وقد تناوب على السكن فيه أربع عائلات منذ أن استقرّ فيه المؤرخ العربي وصاحب المقدمة الشهيرة ابن خلدون طيلة عمله بالبلاط المريني.
منزل المؤرخ العربي ابن خلدون للبيع في #المغرب pic.twitter.com/acAKWINYkQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 22, 2021
وعلى الرغم من عدم ترميم المنزل كون البناية تعود إلى قرون عديدة، فإن البيت المؤلّف من ثلاث طبقات ما زال بحالة جيدة.
وأوضح أحد أساتذة التاريخ في مدينة فاس أن تصميم هذا المنزل يشبه إلى حد بعيد شكل العمران الموجود في الجنوب التونسي، حيث ولد وترعرع الراحل ابن خلدون.
تنديد والوزارة تستجيب
في المواقف المندّدة بهذه الخطوة، وصف المختص في القوانين المصرفية والمؤسسات المالية يونس القندوسي الخبر بأنه كارثة حقيقية، وطالب السلطات المغربية بالتحرك والعمل على اقتناء هذا المنزل، منبّهًا إلى أنه جزء من تاريخ البلاد وتراثها.
بدوره، استغرب الناشط حمدي جوارة في تغريدته طرح العائلة المالكة منزل ابن خلدون للبيع.
وإذ ذكّر بانجازات المؤرّخ، قال: كيف يصل العجز بالعائلة المالكة للمنزل بأن يتم طرحه للبيع، على الرغم من أن ابن خلدون هو من قدّم أسس الحكم الرشيد وأسس علم الاجتماع وتاريخ طبائع الأمم.
من ناحيتها، استجابت السلطات المغربية لهذه المطالبات وتدخلت في الموضوع.
فبعد أن أفاد أحد أبناء العائلة المالكة للبيت بأن وزارة الثقافة المغربية قد تواصلت معهم واتُفق على موعد لنقاش أمر بيع المنزل، أكدت الوزارة ذلك قائلة إنها تدرس أمر المنزل وستصدر بيانًا رسميًا في وقت قريب.