عقب فوز المرشّح الجمهوري دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، نشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعمت أنّه لتصريح حديث للرئيس المنتخب يعترف فيه بتلقّي أموال من المغرب قبل سنوات مقابل دعم سيادة الرباط على إقليم الصحراء.
وقال الناشرون إنّ الفيديو يُظهر ترمب وقد "خرج عن صمته" متّهمًا ملك المغرب محمد السادس "بدفع 12 مليون دولار للاعتراف بأنّ الصحراء مغربية"، فيما زعم ناشرون آخرون أنّ الفيديو يُظهر ترمب وهو يتّهم المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون بتلقّي هذه الأموال مقابل "تغريدة تدعم موقف المغرب" من إقليم الصحراء.
ويأتي تداول الفيديو، بعد اتصال أجراه ملك المغرب محمد السادس بترمب لتهنئته على فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، مؤكدًا "امتنان الشعب المغربي" لاعتراف ترمب خلال ولايته الرئاسية الأولى، بسيادة المملكة على إقليم الصحراء.
وترمب هو أول رئيس دولة غربية يعترف بسيادة المغرب على الإقليم الذي تصنّفه الأمم المتحدة ضمن "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي"، ويشكل محور نزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو منذ نحو نصف قرن.
ما حقيقة الفيديو؟
لكن بالبحث عن الحقيقة، وجدت خدمة تقصّي صحّة الأخبار في "فرانس برس"، أنّ الادعاء حول الفيديو الجديد مضلّل، وأنّ الفيديو صوّر عام 2016، واتهم فيه ترمب منافسته آنذاك هيلاري كلينتون بقبولها التحدّث في نشاط لمؤسسة كلينتون في المغرب، مقابل التعهّد بالتبرّع بمبلغ 12 مليون دولار للمؤسسة، في الوقت الذي كانت تشغل فيه منصب وزيرة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق باراك أوباما.
كما أنّ الفيديو نُشر عام 2016، أي قبل سنوات من اعتراف ترمب بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.
وحينها، قال ترمب في الفيديو: "علمنا الآن من وثائق ويكيليكس، أنّ كلينتون حاولت الحصول على 12 مليون دولار من ملك المغرب من أجل الظهور، الدفع من أجل اللعب".
وكرّر ترمب هذا الاتهام في خطابات انتخابية عدة آنذاك، وهو ما نفته كلينتون حينها.