الأربعاء 20 نوفمبر / November 2024

جدل وانتقادات.. انتخاب إبراهيم بودربالة رئيسًا للبرلمان الجديد في تونس

جدل وانتقادات.. انتخاب إبراهيم بودربالة رئيسًا للبرلمان الجديد في تونس

شارك القصة

تقرير في "العربي اليوم" حول انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان التونسي المنتخب وسط انتقادات واسعة (الصورة: البرلمان التونسي)
تم انتخاب إبراهيم بودربالة رئيسًا للبرلمان التونسي الجديد وهو معروف بتأييده الشديد لسياسات قيس سعيّد.

وسط جدل كبير حول شرعية هذا المجلس، انتخب البرلمان التونسي الجديد رئيسًا له في جلسته الأولى اليوم الإثنين، بينما قال ائتلاف المعارضة الرئيسي إنه لن يعترف بشرعيته واصفًا إياه بأنه "ثمرة دستور الانقلاب".

ولم يُسمح للصحافيين المحليين والدوليين بحضور الجلسة الافتتاحية للبرلمان وهو أمر يحدث لأول مرة في جلسات البرلمان منذ ثورة 2011. وقال مسؤولون إنه يسمح فقط للتلفزيون والإذاعة الرسمية ووكالة الأنباء الرسمية بتغطية الحدث.

وكان الرئيس قيس سعيّد قد حل البرلمان المنتخب السابق العام الماضي بشكل نهائي بعد أن علق عمله في يوليو/ تموز 2021، وتحرك للحكم بمراسيم في خطوة وصفتها أحزاب المعارضة بـ"الانقلاب". ولكن سعيّد قال إن أفعاله "قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من سنوات من فساد نخبة سياسية تخدم فقط مصالحها".

رئيس ونائبان

وفي الجلسة الأولى انتخب البرلمان إبراهيم بودربالة وهو رئيس سابق لنقابة المحامين، رئيسًا للبرلمان. وبودربالة من أشد المؤيدين للرئيس قيس سعيّد.

وحصل بودربالة على 83 صوتًا من أصل 150، في جولة تصويت ثانية في عملية انتخاب رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان)، متفوّقًا على منافسه عبد السلام الدحماني الذي حصل على 67 صوتًا.

من جهتها، فازت سوسن المبروك في الجولة الثانية لانتخاب نائب رئيس البرلمان من الإناث بـ87 صوتًا، أمام منافساتها آمال المؤدب التي حصلت على 42 صوتًا.

وسيكون الأنور المرزوقي نائب رئيس البرلمان من الذكور بحصوله في الجولة الثانية لانتخابات هذا المنصب على 72 صوتًا، بفارق 3 أصوات عن منافسه رياض جعيدان الذي حلّ ثانيًا بـ69 صوتًا.

وقائع الجلسة الأولى للبرلمان التونسي الجديد - فيسبوك
وقائع الجلسة الأولى للبرلمان التونسي الجديد - فيسبوك

سلطة محدودة

والبرلمان الجديد، الذي تشكل عقب انتخابات أجريت في ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني، يعمل بموجب دستور صاغه سعيّد بنفسه العام الماضي وأقره في استفتاء بنسبة إقبال بلغت نحو 30%، ستكون له سلطة محدودة مقارنة بالبرلمان السابق الذي حله.

وقال الرئيس سعيّد خلال زيارة لبلدة غار الدماء: إن على النواب أن ينتبهوا إلى أنه يمكن للشعب سحب الثقة منهم إذا لم يقوموا بدورهم.

وقال صالح المباركي، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية في كلمة، إن البرلمان تقع على عاتقه مسؤولية تاريخية جسيمة.

وأضاف: "من واجباتنا كنواب شعب أن نعمل في تشاركية مع مكونات السلطة التنفيذية لوحدة الدولة".

وقاطعت معظم الأحزاب الانتخابات، وتم إدراج المرشحين في قائمات فردية دون الإشارة للانتماء الحزبي. ومعظم أعضاء البرلمان الجدد سياسيون مستقلون.

وقالت جبهة الخلاص الوطني، وهي ائتلاف معارض رئيسي يضم حركة النهضة ونشطاء من بينهم "مواطنون ضد الانقلاب" في بيان، إنها لن تعترف ببرلمان ناجم عن انقلاب وانتخابات قاطعتها الأغلبية.

وبينما جرت الجلسة بحضور وسائل إعلام رسمية فقط، تجمع الصحافيون أمام مقر البرلمان رافعين شعارات تندد بمنعهم ورددوا "يا نواب عار عار والصحافة في حصار".

"اعتداء على حرية الصحافة"

وقالت أميرة محمدة نائبة رئيس نقابة الصحافيين لوكالة "رويترز": "ما حصل فضيحة ووصمة عار واعتداء خطير على حرية الصحافة.. تسيء لصورة تونس وتنتهك حق المواطن في إعلام حر وتعددي".

وكان مراسل "العربي" في تونس قد قال: إن "هذا البرلمان مختلف عن البرلمانات التي جاءت بعد الثورة وبصلاحيات محدودة في الناحية التشريعية والرقابية على عمل الحكومة وهذه النقطة مثار جدل في الأوساط السياسية".

وأشار مراسلنا إلى أن الجلسة الأولى للبرلمان حصلت خلف تعتيم إعلامي كبير وعقدت وسط إجراءات أمنية مشددة وحضور أمني كثيف.

كما أوضح أن نقابة الصحافيين التونسيين قد وصفت هذا الإجراء بالخطير وعدّته سابقة لم تشهدها تونس منذ الثورة ومحاولة من السلطة لاستهداف حرية التعبير.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close