الأربعاء 4 Sep / September 2024

جمجمة من البيرو تثير الجدل.. "خدعة" أم "اكتشاف علمي فريد"؟

جمجمة من البيرو تثير الجدل.. "خدعة" أم "اكتشاف علمي فريد"؟

شارك القصة

تناول برنامج "شبابيك" ما كشفه تحليل لجمجمة ضخمة متحجّرة يتجاوز عمرها 140 ألف عام عن تطوّر الجنس البشري (الصورة: غيتي)
تنوعّت آراء علماء الآثار بين من أكد أن القطعة أصلية، ومن رجّح أن تكون خدعة، معتبرين أنه يجب إجراء المزيد من الاختبارات قبل التوصّل إلى نتيجة نهائية.

أثارت جمجمة مستطيلة مخروطية الشكل مع غرسة معدنية وُجدت في البيرو حيرة علماء الآثار في "متحف علم العظام" في ولاية أوكلاهوما الأميركية، بعد الحصول على مؤشر يدل على أن الجمجمة تعرّضت لزراعة جراحية، وسط شكوك بأنها قد تكون أيضًا خدعة من الزمن الحديث.

وقال موقع "ساينس أليرت" الطبي إن شكل الجمجمة ليس بحد ذاته أمرًا خارجًا عن المألوف، إذا اعتادت الشعوب البيروفية أن تضغط جماجم الأطفال للحصول على هذا الشكل الغريب، إلا أن القطعة المعدنية المزروعة داخل الجمجمة هي التي تلفت الانتباه.

بالإضافة إلى هذه الغرسة المحتملة، تحتوي الجمجمة على ثقب تحت القطعة المعدنية، ما يرجّح إجراء عملية  "trepanation"، حيث يتمّ إحداث ثقب في الجمجمة لمعالجة إصابة أو حالة صحية معينة، وهي ممارسة شائعة لدى الشعوب القديمة.

وقال الموقع إن الاكتشاف سيكون فريدًا من نوعه إذا تبيّن أن الغرسة المعدنية كانت حقيقية.

وقال المشرفون على "متحف علم العظام"، الذي تمّ التبرّع له بالجمجمة، إن خبراءهم لم يتمكنوا بعد من تأكيد أصول القطعة المعدنية.

وقال مشرف على المتحف لموقع "لايف ساينس" الطبي، إن القطعة لم تخضع بعد للتأريخ الكربوني ولم يعاينها عالم آثار عن قرب بعد.

هل الغرسة المعدنية أصلية؟

تنوّعت آراء علماء آثار غير تابعين للمتحف، والذين تحدّث إليهم موقع "لايف ساينس"، بين من أكد أن القطعة أصلية ومن رجّح أن تكون خدعة.

وقال جون فيرانو، بروفسور علم الآثار في جامعة تولاين بولاية لويزيانا: إن القطعة المعدنية قد تكون "خدعة من الزمن الحاضر"، مشكّكًا حتى في أصل الجمجمة الحقيقي.

وأضاف: "أعتقد أن هذا أمر تمّ تزييفه لجعل الجمجمة أكثر قيمة لدى هواة تجميعها"، مرجّحًا أن تكون هذه القطعة المعدنية "قد زُرعت قبل عقود، أي قبل أن يملكها المتحف أو الواهب الذي منحها للمتحف".

في المقابل، قالت بروفيسورة علم الآثار من جامعة سانتا باربرا في كاليفورنيا دانييل كورين، للموقع: "لم أر إطلاقًا أي شيء من هذا القبيل. ووفقًا للصور، يبدو أن القطعة المعدنية أُدخلت بشكل رقيق نظرًا للفجوة التي أحدثتها في الجمجمة".

وأضافت أن الجمجمة تعود لرجل كبير في السن، ومن خلال الشقوق في الجمجمة قرب القطعة المعدنية، يبدو أن الجمجمة مرت بمرحلة تعافٍ لأسابيع أو أشهر بعد تعرّض صاحبها لضربة قوية.

أوضحت كورين أنه نظرًا لتنوّع التكنولوجيا المعدنية عبر جبال الأنديز في ذلك الوقت، فإن الاختبارات على المعدن في الجمجمة يُمكن أن تُساعد في معرفة مكان صنعه.

أما كينت جونسون، أستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة ولاية نيويورك في كورتلاند، فاعتبر أنه بغضّ النظر عمّا إذا كانت الغرسة أصلية أم لا، فان الشخص الذي وُضعت في جمجمته قد نجا من إصابة مروّعة.

وقال جونسون لموقع "لايف ساينس": "من الإنصاف وصف هذا الشخص بأنه ناجٍ. هناك صدمة شديدة في الجانب الأيمن من الجمجمة تؤثر على العظام الأمامية واليمنى"، مشيرًا إلى أن الشخص يبدو أنه نجا لبعض الوقت بعد هذه الإصابات.

وأضاف: "هناك دليل على الشفاء، حيث كان لحواف العظام المكسورة الوقت الكافي لتلتحم مرة أخرى".

وفي كل الأحوال، أكد علماء الآثار من المشكّكين والمتفائلين بالجمجمة أنه يجب إجراء المزيد من الاختبارات قبل التوصّل إلى نتيجة نهائية.

تساؤلات حول سلالات البشر

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أدى اكتشاف جمجمة ضخمة متحجّرة، تمّ لفها وإخفاؤها في بئر صينية قبل 90 عامًا تقريبًا لحمايتها، إلى إجبار العلماء على إعادة طرح الأسئلة حول قصة التطور البشري.

وساعد تحليل الجمجمة على الكشف عن فرع جديد من "شجرة العائلة" للسلالة البشرية، يشير إلى مجموعة غير معروفة سابقًا ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالإنسان الحديث، أكثر من إنسان "نياندرتال".

وأطلق الباحثون الصينيون على الجمجمة المكتشفة اسم نوع بشري جديد، وهو "هومو لونجي" أو رجل التنين؛ في وقت فضّل علماء آخرون أن يكونوا أكثر حذرًا بشأن التصنيف الجديد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close