تمكنت مراسلة "العربي" من دخول مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، الذي شهد اشتباكات بين فصائل فلسطينية دامت أسبوعًا كاملًا.
ويشي المشهد داخل المخيم، بحسب ما تنقل مراسلتنا جويس الحاج خوري، بأنّ حربًا حقيقية وقعت فيه، بينما يهمس السكان بأنّ الهدوء الحذر الذي يسود المخيم حاليًا هو "حالة مؤقتة".
وتتحدّث مراسلة "العربي" عن "جمر تحت الرماد" داخل المخيم، حيث يخشى من في داخله ومن في الخارج إذكاءه من جديد، ففكرة تسليم المتورطين في الاشتباكات الأخيرة تهدّد بجولة جديدة من الاشتباكات، الخاسر الأول فيها لن يكون سوى سكان المخيم أنفسهم.
وكانت اشتباكات اندلعت في 29 يوليو/ تموز بين عناصر من حركة فتح وآخرين ينتمون إلى مجموعات إسلامية متشددة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا في جنوب لبنان. وأودت المواجهات، التي استمرت خمسة أيام، بـ13 شخصًا، غالبيتهم مسلحون.
دمار يحكي قصص المواجهات
إلى مسافة صفر مع مقاتلي المجموعات الإسلامية المسلحة وصلت كاميرا "العربي"، لترصد ساترًا تحصّن خلفه المقاتلون، ومن الجهة الأخرى تمركز عناصر الفصائل الأخرى.
وعاينت كاميرا "العربي" الدمار الكبير الذي خلّفته الاشتباكات في حيّ الطوارئ حيث كان المقاتلون المتشدّدون يتحصّنون، وحيث اندلعت المواجهات "الأعنف" بحسب بعض الشهود، وهو ما يتجلّى في صورة المنازل التي باتت "هياكل متهالكة".
وفي نقلها للمشهد داخل المخيم، تقول مراسلة "العربي" إنّه خلف المتاريس المطلّة على مواقع المقاتلين في الطرف الآخر ساحة تحكي قصص المواجهات وراية تُرفَع في الأفق معلنة الجهة المسيطرة على الأرض.
وبحسب مراسلتنا، فإنّ منازل عين الحلوة أصبحت متشابهة، فهي بمجملها شبه مدمّرة وتكسوها ثقوب الرصاص.
"رعب" المواجهات في مخيم عين الحلوة
إلى موقف السيارات الذي شهد على عملية اغتيال أبو أشرف العرموشي، الحادثة التي أشعلت المخيم، دخلت كاميرا "العربي" ايضًا لتعاين الأضرار.
ووصلت كذلك إلى مدرسة الأونروا التي تحصّن فيها المقاتلون الإسلاميون، وحيث تروي الجدران قصّة مواجهات يقال في المخيم إنّها لم تنتهِ بعد، فالمعركة هي معركة وجود وبقاء.
ويروي سكان المخيم لـ"العربي" لحظات الرعب التي عاشوها خلال المواجهات، وبينهم محمد يوسف سمور، الذي يصف هروبه وعائلته من المخيم بـ"المعجزة".
أما أم أحمد، وهي سيدة تقطن المخيم، فتعود إليها حالة "الخوف" عندما تستذكر تلك اللحظات، ولا سيما اليوم الأخير من المواجهات الذي تصفه بـ"الرهيب"، حيث اهتزّ المنازل على وقع القذائف التي كانت ترمى عشوائيًا.
ويعد "عين الحلوة"، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.
ويصل إجمالي عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان نحو 200 ألف يتوزعون على 12 مخيمًا تخضع معظمها لنفوذ الفصائل الفلسطيني.