الخميس 19 Sep / September 2024

وضع إنساني مأساوي.. هل يتوقف نزيف الدم في مخيم عين الحلوة؟

وضع إنساني مأساوي.. هل يتوقف نزيف الدم في مخيم عين الحلوة؟

شارك القصة

"للخبر بقية" يناقش أسباب وتداعيات جولة العنف القائمة في مخيم عين الحلوة جنوب لبنان (الصورة: رويترز)
تتواصل الجهود التي تبذلها أطراف فلسطينية ولبنانية ودولية لوقف الاشتباكات في عين الحلوة فيما تستمر حركة النزوح الجماعي من المخيم.

فجّرت محاولة اغتيال قيادي في عصبة الأنصار الإسلامية جولة قتال جديدة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا جنوب لبنان. 

وسرعان ما توّسعت الاشتباكات العنيفة واستخدم فيها المقاتلون مختلف أنواع الأسلحة، وطرفها حركة فتح ومسلحون متهمون باغتيال القائد العسكري لفتح في المخيم. وامتدت المواجهات في أرجائه وخلّفت عددًا من القتلى وعشرات الجرحى. 

جهود التهدئة

وبالتزامن مع المعارك، تتواصل الجهود والمفاوضات التي تبذلها أطراف فلسطينية ولبنانية ودولية لوقف نزيف الدم. ودعت جهات محلية لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق مهمتها البحث في أسباب اندلاع الصراع داخل المخيم المتخم بالسلاح. 

ولا تنحصر المساعي في تثبيت هدنة أو إعلان لوقف إطلاق النار، فالمسألة بحسب مقربين من المحادثات تتناول حصر المجموعات التي تعمل على خرق قرار وقف إطلاق النار. 

ويحدث كل ذلك في وقت تتواصل فيه حركة النزوح الجماعي من المخيم في أعقاب الخروقات المتتالية لاتفاقات وقف إطلاق النار.

وقد تعرّضت المحال والمنازل في المخيم لدمار كبير، ما دفع بالجيش اللبناني الذي يحيط بالمخيم إلى وقف حركة المرور في الشوارع القريبة وإغلاق جميع المداخل للمخيم، متوعدًا بالرد على مصادر النيران، الأمر الذي يفاقم معاناة المدنيين. 

"حركة فتح ملتزمة بوقف إطلاق النار"

وينفي مسؤول العلاقات الإنسانية في حركة فتح في لبنان سرحان سرحان أن تكون الحركة هي من بدأت جولة العنف الأخيرة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "نحن ملتزمون بوقف إطلاق النار وبكل بنود الاتفاق الذي تم اليوم"، مشيرًا إلى أن الاشتباكات استمرت بعد الاتفاق. 

كما ينفي الرواية التي روجت لها وسائل إعلام محلية والتي تربط الأحداث في المخيم بزيارة رئيس المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية ماجد فرج قبل أسبوع. ويشير إلى أن زيارته أتت تلبية لدعوة من الأجهزة الأمنية اللبنانية من أجل التنسيق الأمني. 

ويؤكد أن حركة فتح ليست بندقية مأجورة وإن الحادث في مخيم عين الحلوة كان فرديًا. 

"نتيجة طبيعية للانفلات الأمني"

من جهته، يشير النائب في البرلمان اللبناني عبد الرحمن البزري إلى أن لجنة التحقيق المنشودة "مهمتها معرفة من نصب الكمين لرئيس الأمن الوطني وأرداه ورفقاءه شهداء وضحايا". 

ويعتبر البزري في حديث إلى "العربي" من صيدا "أن جولة العنف الأخيرة هي استكمال لحادثة وقعت في المخيم قبل أشهر، حيث إن عائلة شخص تم اغتياله في الماضي أرادت أن ترد الصاع صاعين ما أدى لتصعيد الأمور". 

ويرى البزري أن ما حصل في المخيم لم يكن مخططا له بل هو نتيجة طبيعية للتفلت الأمني التي سمحت به السلطات اللبنانية والأجهزة الأمنية المتعاقبة.

ويقول: "إن التنوع الأمني داخل المخيم والتعددية السياسية هي التي أدت إلى ما أدّت إليه"، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تقع فيها مثل هذه المشكلات. 

كما يؤكّد البزري أن مدينة صيدا هي الحاضنة للقضية الفلسطينية وأن مخيم عين الحلوة من أهم مخيمات الشتات الفلسطيني. 

وضع إنساني مأساوي

من جانبه، يوضح مدير المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان محمود حنفي أن الوضع الإنساني في مخيم عين الحلوة مأساوي حتى قبل اندلاع الاشتباكات، حيث يعيش سكان المخيم هشاشة اقتصادية واجتماعية بالغة.

ويقول في حديث إلى "العربي" من بيروت: "هم لاجئون يعيشون في بيوت مكتظة وملتصق بعضها ببعض ثم تأتي هذه الاشتباكات وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة". ودفع هذا الواقع بعدد من سكان المخيم إلى إخلائه. 

ويلفت حنفي إلى أن عدد النازحين عن المخيم بلغ نحو 2000 شخص توزعوا بين مدارس ومساجد وأقارب.

وبحسب حنفي، فعندما يستتب الأمن سيكتشف سكان المخيم حجم الدمار الذي لحق بمنازلهم، متحدثًا عن "كارثة" ستوثر على حياة هؤلاء السكان. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close