فيما خرجت جنين تشيع الشهدين محمد السعدي ونعيم زبيدي اللذين ارتقيا فجر اليوم الخميس برصاص الاحتلال، رفع الجيش الإسرائيلي حالة التأهب في صفوف قواته بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن "الأجهزة الأمنية وضعت القوات العسكرية في حالة تأهب تحسبًا لتصعيد الوضع، إثر تصفية عنصرين كبيرين ينتميان إلى حركة الجهاد الإسلامي في جنين".
وأشارت إلى أن التصعيد "قد يتمثل في إطلاق قذائف صاروخية من قطاع غزة تجاه إسرائيل".
توتر في جنين
وبحسب مراسل "العربي"، الذي تحدث عن أجواء متوترة جدًا في جنين، فإن سلطات الاحتلال كانت قد اقتحمت بقوات خاصة تبعتها آليات عسكرية منطقة مخيم جنين وحي الهدف فجر اليوم، قبل أن تستهدف الشابين محمد السعدي (26 عامًا) ونعيم زبيدي (27 عامًا)، وتقوم بقتلهما ليرتقيا شهيدين.
وأوضح مراسلنا أن السعدي وزبيدي انضما إلى 210 شهداء في فلسطين منذ بداية العام الجاري، منهم 54 شهيدًا في جنين لوحدها.
كما تحدث عن إصابة أحد الشبان بشظايا الرصاص في وجهه خلال الاقتحام، كاشفًا أن حالته وُصفت بالمستقرة.
وأضاف أن كتيبة جنين قالت إنها اشتبكت بالسلاح مع قوات الاحتلال، التي اقتحمت من عدة محاور منطقة مخيم جنين وحي الهدف.
ارتقاء الشابين الفلسطينيين نعيم الزبيدي ومحمد السعدي وإصابة آخر بشظايا في الوجه مع اعتقال 4 آخرين خلال اقتحام قوات الاحتلال الاسرائيلي مخيم #جنين #فلسطين pic.twitter.com/RbUZZzUmTC
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) December 1, 2022
وكانت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي نعت في بيان الشهيدين وقالت إنهما من قادتها.
اشتية يطالب بتدخل دولي
وفي المواقف، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية اليوم الخميس بـ"تدخل دولي لوقف الجرائم الإسرائيلية"، محذرًا من تبعاتها.
وفيما ندد باستشهاد الشابّين "بعد إصابتهما برصاص جنود الاحتلال"، اتهم القوات الإسرائيلية بالتصعيد، "مستفيدين من غياب المساءلة والعقاب، في ظل سياسة دولية قائمة على المعايير المزدوجة".
على الجانب الآخر، رحّب رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد في بيان بـ"العملية الإسرائيلية".
وقال: "لقد تم إحباطهما، أحدهما قائد ميداني في جنين وعضو في الجهاد الإسلامي، والآخر عضو كبير في كتائب شهداء الأقصى في جنين"، زاعمًا أنهما "خططا لتنفيذ عمليات داخل إسرائيل، وأنهما نفذا مثل هذه العمليات".
ونقلت وكالة "الأناضول" عن أوساط صحفية أن لابيد حاول توظيف عملية اليوم لخدمته في صراعه مع زعيم "القوة اليهودية" اليميني المتشدد إيتمار بن غفير، المقرر أن يتولى وزارة الأمن القومي في الحكومة التي يعكف رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو على تشكيلها.
وجاء في بيان لابيد: "في هذه الأيام بالذات، حيث جهات غير مسؤولة تحاول جر الجيش الإسرائيلي إلى جدال متطرف وإلى تحريض جنود على قادتهم، أعبر عن تقديري لقوات الأمن".
وكان بن غفير قد انتقد قادة الجيش الإسرائيلي بعد معاقبة إجرائية لجنديين؛ أحدهما اعتدى على ناشط يسار إسرائيلي، والآخر أدلى بتصريحات سياسية لصالحه في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة الأسبوع الماضي.