أصدر الجيش اللبناني صباح اليوم الأربعاء، بيانًا أعلن فيه تعرض السفارة الأميركية في منطقة عوكر لإطلاق نار من شخص يحمل الجنسية السورية.
وأضاف الجيش أن عناصره المنتشرة في المنطقة ردت على مصدر الرصاص، ما أسفر عن إصابة مطلق النار الذي جرى توقيفه ونقله إلى المستشفى للعلاج، مشيرًا إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادثة.
بدورها، قالت السفارة الأميركية في بيروت إن إطلاق النار من أسلحة خفيفة وقع بالقرب من مدخل السفارة، موضحةً أن الجيش اللبناني والفريق الأمني الخاص بالسفارة تعاملوا مع الحدث.
وبينما أكّدت السفارة الأميركية أن العاملين بخير، كشفت عن فتح تحقيق لمعرفة ملابسات ما جرى صباح اليوم.
هل تم تسجيل خرق أمني في محيط السفارة؟
متابعةً لهذا الحادث، يلفت الخبير العسكري ناجي ملاعب إلى أن حادثًا مماثلًا حصل منذ حوالي 6 شهور حيث اقترب حينها رجل على دراجة نارية من مدخل السفارة وأقدم على إطلاق النار، وبعدها تم إلقاء القبض عليه بعد التعرف على وجهه.
ويوضح ملاعب أنه حينها، أوضح مطلق النار أنه قام بفعلته لأنه يعاني من موضوع معين فاعتبر الهجوم ناتجًا عن دافع شخصي، ولم يتم التعاطي معه كأكثر من ذلك.
لكن حادثة اليوم على حد قول الخبير العسكري تختلف، لا سيما مع وجود احتياطات أمنية كبيرة بمحيط السفارة الأميركية وسط انتشار أمني كثيف للجيش اللبناني استدراكًا لما حصل سابقًا.
ويوضح ملاعب في حديثه مع "العربي": "لذلك من الصعب كان أن تتم عملية إطلاق نار بشكل قريب على السفارة.. وإذا استطاع شخص ما الوصول إلى هذا المكان هناك تدابير من قبل الجيش اللبناني لعدم تمكنه من الفرار أي إلقاء القبض على أي شخص ممكن أن يقترب من المكان".
وعليه، يرى الخبير العسكري أن مطلق النار قد يكون على دراية بهذه الإجراءات الأمنية الكبيرة، إلا أنه أراد أن يوصل رسالة ما ويشغل الرأي العام بدور السفارة الأميركية والولايات المتحدة في المنطقة من خلال الدعم المستمر لإسرائيل.
هل الحادثة كانت تصرفًا فرديًا؟
أما عما إذا كان الحادث فعلًا فرديًا أم يمكن أن يكون وراءه جهات معينة، فيعتقد ملاعب أن ما حصل ليس تصرفًا فرديًا بقدر ما هو رسالة لإشغال الرأي العام بما تقوم به الولايات المتحدة من دعم لإسرائيل.
وأوضح أن السوريين في لبنان لا يتواصلون مع السفارة الأميركية في عوكر للحصول على "فيزا" وأن من يريد أن يحصل عليها من المستبعد أن يقوم بهكذا أعمال، كما أنه يستبعد أن يكون رد فعل فردي من شخص مستاء مما يحصل في غزة.
ويتابع من بيروت: "حتى يمكن أن يكون مطلق النار لم يخرج من المكان حتى يتم إلقاء القبض عليه، أي استسلم للجيش للفت النظر أكثر مما هو هدف شخصي".