اندلعت اليوم الأربعاء مواجهات بين قوات الأمن اللبنانية ومتظاهرين قرب السفارة الأميركية في لبنان احتجاجًا على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي على المستشفى المعمداني في غزة.
ووصل الآلاف من اللبنانيين واللاجئين الفلسطينيين من مختلف مناطق البلاد إلى مكان قريب من السفارة الأميركية في منطقة عوكر شمال بيروت بدعوة من أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية في لبنان، تنديدًا بالمجزرة التي شهدها مستشفى المعمداني في غزة.
وكانت قوات الأمن اللبناني قد اتخذت تدابير أمنية مشددة في محيط السفارة، كما قطعت كل الطرق المؤدية إليها بالأسلاك الشائكة.
وهتف المحتجون "الموت لإسرائيل الموت لأميركا" و"أميركا تدعم إرهاب إسرائيل"، وحملوا رايات "حزب الله" والأعلام الفلسطينية واللبنانية.
وقبل اكتمال وصول المتظاهرين عمد البعض منهم إلى إزالة السياج الذي وضعه الأمن اللبناني لمنع الاقتراب من السفارة الأميركية التي تبعد كيلومترات عن مكان المتظاهرين.
مواجهات مع الجيش قرب السفارة الأميركية
واستخدمت القوى الأمنية القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين وإبعادهم عن السياج، مما أدى إلى وقوع عدد من الإصابات بالاختناق نقل بعضها إلى المستشفى.
كما تدخل الجيش لفضّ المظاهرات وتفريق المحتجّين، وهو ما رصدته كاميرا "العربي" على الهواء مباشرة.
وتنصب القوى الأمنية اللبنانية حاجزًا حديديًا كبيرًا تقفل فيه الطريق المؤدي نحو السفارة، فيما حاول عدد من المحتجين إزالة الأسلاك الشائكة وقصها ورشق الحجارة باتجاهها.
وأعلنت الحكومة اللبنانية الأربعاء، يوم حداد وطني على أرواح الذين استشهدوا في قصف المستشفى، وأعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي إقفال جميع المدارس والثانويات والجامعات في البلاد.
"يوم غضب" في لبنان
وأمس الثلاثاء، خرج الآلاف في احتجاجات بعدة مدن لبنانية، تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، بينها "تجمع تضامني" دعا إليه "حزب الله" في الضاحية الجنوبية لبيروت، وشارك فيه الكثير من أنصاره.
كما تجمع المئات أمام منزل السفير الفرنسي في (منطقة) قصر الصنوبر ببيروت، رافعين الأعلام الفلسطينية"، ومطلقين هتافات منددة بمجازر إسرائيل وداعميها، وفقًا للوكالة الوطنية للإعلام.
وفي مدينة صيدا جنوبي لبنان، خرج مئات المحتجين الثلاثاء إلى الساحات العامة، منددين بقصف المستشفى، ومرددين هتافات "افتحوا الحدود"، ومعلنين دعمهم للمقاومة الفلسطينية في غزة، بحسب شهود عيان.
كما شهدت مخيمات للاجئين الفلسطينيين، بينها "الرشيدية" و"عين الحلوة" و"المية ومية"، احتجاجات شارك فيها المئات؛ تنديدًا بقصف المستشفى.
والأربعاء، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة "المجزرة" الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى المعمداني مساء الثلاثاء بلغت 471 شهيدًا منهم 28 حالاتهم حرجة.
وكان هؤلاء الشهداء قد نزحوا إلى المستشفى ومحيطه تحت وطأة تحذيرات ودعوات من الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم.
