يبدو أن التصعيد بين طهران وتل أبيب دخل في مرحلة جديدة بعد إعلان الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ أطلق من سوريا على مقربة من مفاعل ديمونا النووي في صحراء النقب.
وفيما تشير إسرائيل الى أن الحادث يستدعي التحقيق لا القلق، تقول إيران: إن تل أبيب تحاول التغطية على ما حدث والتقليل من شأنه.
ويقول قادة الحرس الثوري الإيراني: إن مفاعل نطنز النووي استُهدف قبل أيام فأرسل صاروخ إلى مفاعل ديمونا النووي.
وفي إسرائيل تساؤلات حول التقصير بعد مرور الصاروخ على الدفاعات الجوية.
ولا تعني تلك الرسالة أحدًا أكثر من واشنطن ومن طاولة المفاوضات النووية في فيينا. ويحذر البعض من أن هذه المواجهة التي تريدها إسرائيل لنسف المفاوضات الجارية، والحدث الذي تستثمر فيه إيران لتحقيق مزيد من المكاسب.
رواية موجهة للمجتمع الإسرائيلي
وتعليقًا على التطورات، يشير المدير العام لمركز مدى الكرمل مهند مصطفى إلى أن الصورة لا تزال غير واضحة في إسرائيل، لافتًا الى أن ما هو متفق عليه حتى الساعة في تل أبيب هو أن الصاروخ أطلق عن طريق الخطأ، معتبرًا أنها الرواية التي يتم توجيهها للمجتمع الإسرائيلي حتى اللحظة.
ويرى أن هذه الرسالة هي للإيحاء بأن العمق الإسرائيلي محمي، وبأن إيران ما زالت تحت الردع الإسرائيلي، لكنه يشير الى تقصير أمني إسرائيلي.
كلام غير مقنع
يعتبر الباحث العسكري والاستراتيجي إلياس فرحات أن الكلام عن أن الصاروخ "ضل طريقه" لنحو 150 كلم غير مقنع تقنيًا وعسكريًا، متحدثًا عن إمكانية أن يكون هدف هذا الكلام هو تهدئة الوضع وعدم الرد وإعطاء تطمينات للجانب السوري بعدم زيادة الغارات على أراضيه.
ويشير الى أن هناك تناقضًا إسرائيليًا بالحديث عن الصاروخ ما بين اعتبار أنه أطلق عن طريق الخطأ وطلب تحقيق بما حصل. ويسأل فرحات:" إذا كان الحكم على أنه صاروخ ضل طريقه فلماذا التحقيق؟"
الصاروخ "رسالة" إلى إسرائيل
يقول الباحث السياسي حسين رويران: إن الكلام الإسرائيلي عن أن الصاروخ هو "أرض جو"، وبأنه ضل طريقه وانفجر غرب ديمونا كلام غير مقنع لأن المسافة طويلة.
ويعتبر رويران أن الصاروخ هو "أرض أرض" على عكس ما قيل، مشيرًا الى حديث الإعلام الإسرائيلي عن سماع أصوات انفجارات عديدة عند سقوط الصاروخ، لافتًا الى أنها تعود إلى الصواريخ التي حاولت اعتراض هذا الصاروخ من دون نتيجة.
ويقول: "هناك إرادة سياسية وراء إطلاق هذا النوع من الصواريخ ورسالة مهمة يحملها إلى الكيان الصهيوني".
