وقف تلاميذ محافظة السويس في مصر، صباح اليوم الأربعاء، دقيقة صمت حدادًا على أرواح الطلاب الذين قضوا في حادث سير مروّع يوم الإثنين على طريق السويس القاهرة، فيما أعلن طلاب جامعة الجلالة الإضراب للمطالبة بتحسين خدمات السكن والنقل بعد الكارثة.
ويوم الإثنين، انطلقت حافلة تقل طلاب "جامعة الجلالة" إلى القاهرة، حين لاحظ بعضهم أن السائق يتعمد السرعة الفائقة، قبل أن يفقد السيطرة على عجلة القيادة والفرامل عند أحد المنحنيات، ما أدى إلى وقوع الحادث الأليم، وفق صحيفة المصري اليوم.
وأسفر الحادث عن مقتل 12 طالبًا وإصابة 29 آخرين، ما خلف حزنًا وصدمة في الشارع المحلي، لاسيما مع تسريب مشاهد الكارثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي حيث تناثرت أكثر من خمس جثث على الطريق، فيما كان طلاب آخرون عالقين داخل الحافلة. تعالت صرخات المصابين من شدة الألم، وبدأ السائقون المارون بالطريق في التوقف للمساعدة والاتصال بالإسعاف، وتغطية المتوفين.
حبس السائق
وأمام هول المشهد ووقع الكارثة، عبرت العديد من الشخصيات الإعلامية والفنية والرياضية في مصر عن حزنها، وطالبت بتحقيق لمعرفة سبب الحادث الدامي وهو ما دفع النيابة العامة المصرية لإعلان التحقيقات الأولية يوم أمس بشكل سريع.
وأعلنت النيابة العامة في بيان توقيف السائق بعد أن ثبت تناوله "جوهرًا مخدرًا" وفق بيانها الذي نشرته على فيسبوك، وقالت إن تحقيقات جرت واعتمدت على شهادات الناجين، والتقرير الفني للحادث، واستجواب السائق الذي أنكر تعاطيه المخدرات، قبل اللجوء إلى الفحص الطبي الذي أثبت زيف ادعاءاته، لتقرر النيابة حبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.
واستقبل المجمع الطبي في السويس 36 مصابًا، تتراوح حالاتهم بين كسور ونزيف وإصابات خطيرة ومتوسطة. وقد بذل الأطباء جهودًا كبيرة لإسعاف المصابين وتقديم الرعاية الطبية المناسبة، فيما أعلنت هيئة الرعاية الصحية خروج 14 حالة بعد تماثلهم للشفاء.
وبعد أن تم تسليم جثث الضحايا لذويهم بعد إعداد تقرير الصفة التشريحية، قرر مجلس أمناء جامعة الجلالة تشكيل فريق دعم صحي ونفسي ودراسي لحالات المصابين، نظرًا لأن آثار ما بعد الصدمة قد تؤثر على أدائهم الدراسي بعد تلك اللحظات العصيبة، وفق صحيفة اليوم السابع. كما قرر المجلس نفسه تقديم منحة بنسبة 50% لكل المصابين بالحادث، وذلك حتى تمام التخرج.
تعازي وحزن
ونعت جامعات ونقابات مصرية طلاب الطب الذين قضوا في الحادث، فيما شهدت مآتم الضحايا مشاركة كبيرة، فيما نعى مفتي الجمهورية الطلاب.
وفي غمرة الأسى الذي خلفته الحادثة، نقلت صحيفة المصري اليوم عن مصدر من جامعة الجلالة أن الحافلة التي كانت تقل الطلاب لا تتبع الجامعة، بل هي جزء من خدمات شركة نقل خاصة، يتفق معها مجموعة من الطلاب لنقلهم من وإلى مقر إقامتهم. وقد أثار هذا التصريح تساؤلات حول معايير الأمان والسلامة التي تلتزم بها هذه الشركات الخاصة، وفق الصحيفة نفسها.
ويُسجل كثير من حوادث السير في مصر بسبب عدم صيانة الطرقات أو عدم التزام السائقين بتعليمات المرور. ووفق الأرقام الرسمية، يلقى 7 آلاف شخص مصرعهم في حوادث سير سنويًا في مصر.