يعاني الناس من وقت إلى آخر من الأرق واضطرابات النوم لأسباب عديدة ومتنوعة، لكن تكنولوجيا الصحة الرقمية قد تساعد في تخفيف هذه المعاناة. فقد أصبح من المتاح للأطباء في بريطانيا أن يوفروا لمرضى الأرق إمكانية الوصول إلى تطبيق بدلًا من الحبوب المنومة، وفقًا لإرشادات جديدة.
ويكافح حوالي 800000 شخص في إنكلترا من أجل النوم، وعادة ما يعتمدون على الأدوية لمساعدتهم على ذلك، لكن من المقرر أن يوصى لهم باستخدام تطبيق بـ"سليبيو".
تطبيق "سليبيو"
ويوفر تطبيق "سليبيو" للأشخاص برنامج المساعدة الذاتية لمدة ستة أسابيع، بما في ذلك اختبار النوم وجلسات العلاج الأسبوعية ومذكرات للمرضى لتسجيل أنماط نومهم.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، قال المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية الذي يصدر إرشادات للأطباء: "إن هذه الخطوة ستمنع الناس من الانجذاب إلى الأدوية القوية".
ومن المتوقع أن يوفر التطبيق، الذي تم وصفه بأنه "حبة نوم رقمية"، أموال خدمة الصحة الوطنية بسبب تقليص مواعيد الأطباء وعدد أقل من الأدوية الموصوفة.
وقالت جانيت كوسيل، القائمة بأعمال ميدتك والأعمال الرقمية في المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، إن "سليبيو"، الذي يكلف كل مريض 45 جنيهًا إسترلينيًا، هو "مثال جيد'' لكيفية مساعدة تكنولوجيا الصحة الرقمية في خدمة الصحة الوطنية.
وصممت التطبيق شركة "بغ هيلث" وهي شركة شارك في تأسيسها البروفيسور كولين إسبي، خبير النوم بجامعة أكسفورد.
علاج يستخدم خوارزمية ذكاء اصطناعي
ويستخدم "سليبيو" خوارزمية ذكاء اصطناعي لتزويد الأشخاص بعلاج سلوكي معرفي رقمي مخصص.
وتحدد هذه الجلسات الأفكار والمشاعر والسلوكيات التي تمنع الناس من النوم وتعزز روتين نوم صحي. ويمكن للمرضى أيضًا الوصول إلى المقالات الإلكترونية والأدوات عبر الإنترنت والتحدث إلى المستخدمين الآخرين للحصول على الدعم.
وتم تصميم البرنامج ليتم الانتهاء منه في غضون ستة أسابيع، ولكن يتمتع الأشخاص بإمكانية الوصول الكامل إلى البرنامج لمدة 12 شهرًا من التسجيل، حتى يتمكنوا من إكماله بالوتيرة الخاصة بهم وإعادة زيارة الجلسات.
ويمكن للمرضى الوصول إلى "سليبيو" من خلال الإحالة الذاتية أو من خلال طبيبهم العام. وأظهرت أدلة من 12 تجربة عشوائية، تم فحصها بواسطة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية، أن التطبيق أكثر فعالية في الحد من الأرق من الحبوب المنومة.
مراحل النوم
وكان المتخصص في الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة وأمراض النوم محمد حسن الطراونة، قد أوضح أن النوم يمر بمرحلتين، مرحلة حركة العين السريعة، ومرحلة حركة العين البطيئة.
وأشار خلال حديثه إلى "العربي" ضمن برنامج "صباح جديد، من العاصمة الأردنية عمان، إلى أن المرحلة الأولى تمر بثلاثة مراحل، تحتاج الأولى إلى 10 دقائق تنقل الإنسان من حالة اليقظة إلى النوم وهي مرحلة سطحية، أما الثانية فيحتاج الفرد خلالها إلى 20 دقيقة، بينما المرحلة الثالثة وهي "النوم العميق" يحتاج خلالها الإنسان من 20 إلى 40 دقيقة.
وبحسب الطراونة، يحتاج الإنسان إلى 4 دورات نوم تستمر كل دورة من 90 إلى 120 دقيقة. وتشهد مرحلة النوم العميق انخفاضًا في عملية التنفس ونبضات القلب، ويستطيع الإنسان خلالها التخلص من معاملات الالتهاب، وتعزيز جهاز المناعة.
الحصول على نوم عميق
وحول النصائح المفيدة لتحقيق نوم عميق، شدد الطراونة على ضرورة تهيئة الظروف المحيطة بالنوم، مثل أن تكون الغرفة هادئة ومخصصة فقط للنوم ودرجة حرارتها مناسبة، والابتعاد عن الأجهزة الخلوية التي تصدر الضوء الأزرق، والذي يسبب اضطرابات النوم.
ونصح الطراونة بعدم تناول الوجبات الدسمة وشرب المنبهات والسوائل بكميات كبيرة قبل النوم.
كما شدد على ضرورة عدم مقاومة النعاس والنوم والاستيقاظ في ساعة محددة من أجل ضبط الساعة البيولوجية.