من الطبيعي جدًا أن يعاني الناس من وقت إلى آخر من الأرق واضطرابات النوم لأسباب عديدة ومتنوعة، وغالبًا ما تمنعهم ظروف حياتهم الضاغطة من التمتع بساعات طويلة من النوم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على نمط حياتهم وتركيزهم.
ويعد النوم أمرًا حيويًا لصحة الإنسان العقلية والجسدية، إذ يعتبر النوم العميق ضرورة لا غنى عنها.
وفي هذا الإطار، ذكرت صحيفة "ميترو" البريطانية أن الكثيرين يكافحون من أجل الحصول على النوم العميق ليلًا لكنهم يستيقظون في ساعات الصباح الباكر، ويتقلبون في السرير، أملًا في الحصول على نوم أفضل.
ويعتبر النوم العميق حيوي حتى يستطيع الجسم أن يؤدي عمله بشكل منتظم، بما في ذلك التخلص من السموم.
وفي هذا الصدد، قال المتخصص في شؤون النوم والأرق الدكتور نيل ستانلي إن حاجة الإفراد للنوم مثل طولهم، ما يعني أنهم يختلفون في الحاجة إلى درجة كبيرة من النوم، وذلك لأسباب وراثية إلى حد كبير.
وأضاف ستانلي أن الشخص العادي يحتاج حوالي 7,5 ساعات إلى 9 ساعات من النوم في الليل، ويجب أن يكون النوم العميق بين ساعة ونصف إلى ساعتين.
مراحل النوم العميق
وفي هذا الإطار، أوضح الاختصاصي في الأمراض الصدرية والعناية الحثيثة وأمراض النوم محمد حسن الطراونة، أن النوم يمر بمرحلتين، الأولى هي مرحلة حركة العين السريعة، أما المرحلة الثانية فهي حركة العين البطيئة.
وأضاف خلال برنامج "صباح جديد" على "العربي"، من العاصمة الأردنية عمان، أن المرحلة الأولى تمر بثلاثة مراحل، الأولى تحتاج إلى 10 دقائق لينتقل الإنسان من حالة اليقظة إلى النوم وهي مرحلة سطحية، أما الثانية فيحتاج الفرد خلالها إلى 20 دقيقة، أما المرحلة الثالثة وهي "النوم العميق" فيحتاج خلالها الإنسان من 20 إلى 40 دقيقة.
وأشار الطراونة إلى أن الإنسان يحتاج إلى 4 دورات نوم، إذ تستمر كل دورة إلى ما يقارب من 90 إلى 120 دقيقة، مضيفًا أن مرحلة النوم العميق تشهد انخفاضًا في عملية التنفس ونبضات القلب، إذ يستطيع الإنسان خلالها من أن يتخلص من معاملات الالتهاب، ويعزز جهاز المناعة.
ولفت إلى أن الإنسان بحاجة لمرحلة النوم العميق لما يقل عن ساعتين للذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا، وساعة ونصف للذين تزيد أعمارهم عن الثلاثين عامًا، مشيرًا إلى أهميتها في إعادة ضبط العلامات الحيوية وإعادة ضبط الذاكرة والدماغ والحصول على نوم كاف.
نصائح لنوم عميق
وشدد الطراونة على وجوب المحافظة على نظافة النوم، وذلك من خلال تهيئة الظروف المحيطة بالنوم، مثل أن تكون الغرفة هادئة ومخصصة فقط للنوم، والابتعاد عن الأجهزة الخلوية التي تصدر الضوء الأزرق، والذي يسبب اضطرابات النوم، بالإضافة إلى عدم تناول الوجبات الدسمة وشرب المنبهات والسوائل بكميات كبيرة قبل النوم.
كما شدد على أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة للنوم، وعدم مقاومة النعاس، بالإضافة إلى النوم والاستيقاظ في ساعة محددة من أجل ضبط الساعة البيولوجية.
وأوضح الطراونة أن الأرق يؤدي إلى حدوث اضطرابات ليست فقط عضوية بل أيضًا نفسية، مما يؤدي إلى ضعف في التركيز والإدراك، وقد ينتج عنه أيضًا اضطرابات في صحة الإنسان.