الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

حبس أنفاس ومفاوضات.. عملية احتجاز رهائن "غير تقليدية" في مصرف لبناني

حبس أنفاس ومفاوضات.. عملية احتجاز رهائن "غير تقليدية" في مصرف لبناني

شارك القصة

مراسلة "العربي" تواكب حادثة احتجاز رهائن من قبل رجل مسلح في أحد المصارف بالعاصمة اللبنانية بيروت (الصورة: وسائل التواصل)
أفادت مراسلة "العربي" أن مسلحًا يطالب بالحصول على ودائع مجمدة يحتجز رهائن في مصرف لبناني بشارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت.

في عملية لم تخلُ من حبس الأنفاس، احتجز مودع مسلح الخميس "رهائن" في أحد المصارف بمنطقة الحمرا المكتظة في العاصمة اللبنانية بيروت، لكن ليس بدافع السرقة، بل من أجل المطالبة بالحصول على وديعته التي تفوق قيمتها مئتي ألف دولار، والمجمّدة شأنها شأن ودائع آلاف اللبنانيين منذ الأزمة الاقتصادية.

وأفادت مراسلة "العربي" أن مسلحًا يطالب بالحصول على ودائع مجمدة يحتجز رهائن في مصرف لبناني بشارع الحمرا في العاصمة اللبنانية بيروت، فيما أشارت وسائل إعلام محلية إلى أنّه يريد أمواله من أجل أن يتمكن من علاج والده المريض، والموجود في المستشفى.

وعلى الفور حضرت القوى الأمنية ولكنها لم تدخل إلى المصرف بسبب إقفاله من قبل المسلح، كما انتشرت سيارات الإسعاف والدفاع المدني، بعدما أطلق الشاب بعض الرصاصات.

وبحسب مراسلتنا، لم يؤد إطلاق النار لسقوط جرحى، لكن الشاب يقول إنّه لن يخرج من المصرف ولن يفتح الباب المقفل إلا بعد الحصول على أمواله.

"المهم أن نفكّ ضيقتنا"

وتفرض قوات الأمن طوقًا مشددًا خارج مصرف "فدرال بنك"، وتحاول التفاوض مع المودع الغاضب لفتح باب المصرف والإفراج عن الموظفين.

وبحسب مراسلتنا، فقد طلب الشخص الذي يحتجز الموظفين والمواطنين داخل المصرف من عناصر الجيش وقوات الأمن وفرق الصحافيين الموجودين أمام المصرف إخلاء الشارع، لأنه لا يريد كما يقول رؤية عناصر قوات الأمن أو فرق الإعلام التي تغطي الحدث.

وفي وقت لاحق، أفادت وسائل إعلام محلية عن إطلاق سراح مودع أصيب بعارض صحي، بينما تجمّع العشرات من المواطنين وأهالي الموظفين خارج المصرف.

وقال عاطف الشيخ حسين، شقيق المسلح، في تصريحات لصحافيين خارج المصرف: "لشقيقي 210 آلاف دولار مع المصرف، ويريد الحصول على 5500 دولار لدفعها للمستشفى".

وقال إن السلاح الذي بحوزته "أخذه من داخل المصرف ولم يحضره معه"، مؤكداً أنه سيسلم نفسه بمجرد حصوله على وديعته. وأضاف: "لا يهمّ أن يدخل السجن لكن المهم أن نفكّ ضيقتنا" المادية.

وفي شريط فيديو تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر شخصان وهما يتفاوضان من خلف باب المصرف الحديدي مع المودع الذي تتم مناداته باسم بسام. ويظهر وهو يتحدّث بعصبية ويحمل سلاحًا بيد وسيجارة بيد أخرى، رافضًا إطلاق سراح أي من الموظفين.

سكب البنزين في أرجاء المصرف

في غضون ذلك، حاول بعض الأشخاص ممّن يعرفونه التواصل معه من خلف قضبان باب المصرف، لكنه يرفض الحوار وهو مصرّ على الاستمرار بما يقوم به، بحسب مراسلة "العربي".

ولفتت المراسلة إلى أن طريقة معالجة الحادثة تبدو صعبة خصوصًا أنه مسلح ويهدد بإطلاق النار ما يعقّد الأمر أكثر.

وقال مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة "فرانس برس": إن "المودع تمكن من دخول المصرف وبحوزته بندقية صيد ومواد ملتهبة، مهددًا الموظفين ما لم يحصل على أمواله".

وبحسب مصدر أمني ميداني،  فقد "سكب الرجل وهو في الأربعينيات من عمره مادة البنزين في أرجاء المصرف، وأغلق مدخله محتجزًا داخله الموظفين".

ويطالب المودع وفق المصدر الحصول على وديعته التي تفوق قيمتها مئتي ألف دولار أميركي.

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الرسمية في لبنان، أن المودع "هدّد بإشعال نفسه وقتل من في الفرع، كما أشهر سلاحه في وجه مدير الفرع".

أزمة اقتصادية "خانقة" في لبنان

ويشهد لبنان الغارق في أزمة اقتصادية خانقة منذ خريف 2019 صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850، حوادث مماثلة مع فرض المصارف قيودًا مشددة على سحب الودائع خصوصًا بالدولار.

وجعل ذلك المودعين عاجزين عن التصرّف بأموالهم خصوصًا بالدولار، بينما فقدت الودائع بالعملة المحلية قيمتها مع تراجع الليرة أكثر من 90% أمام الدولار.

وشهدت قاعات الانتظار في المصارف خلال العامين الماضيين إشكالات متكررة بين مواطنين غاضبين راغبين في الحصول على ودائعهم وموظفين ملتزمين بتعليمات إداراتهم.

وفي ظل انقسام سياسي يحول دون اتخاذ خطوات بناءة لوقف الانهيار، الذي لم توفّر تداعياته أي قطاع أو شريحة اجتماعية، يصدر مصرف لبنان بين الحين والآخر تعاميم لامتصاص نقمة المودعين، تسمح لهم بسحب جزء من ودائعهم بالدولار ضمن سقف معين.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close