الأحد 17 نوفمبر / November 2024

"حتى تحقيق الأهداف".. روسيا تؤكد مواصلتها الهجوم على أوكرانيا

"حتى تحقيق الأهداف".. روسيا تؤكد مواصلتها الهجوم على أوكرانيا

شارك القصة

لقاء مع الخبير العسكري والميداني العميد هشام جابر حول احتمالية دخول الجيش الروسي شوارع العاصمة كييف (الصورة: غيتي)
أكدت موسكو مواصلتها تنفيذ العملية العسكرية في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها، مضيفة أنها تهدف إلى "نزع السلاح واجتثاث النازية" في أوكرانيا.

بعد ستة أيام على بدء الهجوم على أوكرانيا، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، اليوم الثلاثاء، أن العملية العسكرية ستتواصل "حتى تحقيق كل أهدافها".

وخلال مؤتمر صحافي، قال الوزير الروسي: "ستواصل القوات المسلحة الروسية تنفيذ العملية العسكرية الخاصة حتى تحقيق الأهداف المرسومة لها"، مؤكدًا أن موسكو تهدف إلى "نزع السلاح واجتثاث النازية" في أوكرانيا، فضلًا عن حماية روسيا "من تهديد أفتعلته الدول الغربية".

تكثيف العقوبات على روسيا

في مقابل ذلك، أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جوسنون خلال زيارة إلى بولندا، الثلاثاء، أن الغرب سيواصل الضغط على نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى أجل غير مسمى.

وقال للصحافيين: "لم يحسن فلاديمير بوتين تقدير وحدة وعزم الغرب وباقي العالم".

وأضاف: "سنواصل الضغط الاقتصادي.. إنه بكل وضوح يؤثر بشكل كبير للغاية. نحن على استعداد لتكثيفه ومواصلته طالما دعت الحاجة".

واليوم، قررت وزارة الخزانة البريطانية، إدراج "سبيربنك"، أكبر مصرف تسليف روسي، على قائمتها للكيانات الروسية الخاضعة لعقوبات، وحذّرت من أن تكاليف الهجوم على أوكرانيا سترتفع بالنسبة إلى الكرملين.

وكان جونسون أعلن الأسبوع الماضي فرض عقوبات على أكثر من 100 فرد وكيان روسي، بما في ذلك الشركات الرئيسية التي تدعم آلة الرئيس فلاديمير بوتين العسكرية.

"دمّر السلام" في أوروبا

وفي سياق متصل، اتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ خلال مؤتمر صحافي في بولندا الثلاثاء الرئيس الروسي بأنه "دمّر السلام" في أوروبا.

وأوضح ستولتنبرغ، الذي كان برفقة الرئيس البولندي أندريي دودا: "الرئيس بوتين دمّر السلام في أوروبا والحلف يدين العدوان الوحشي وغير المبرر لأوكرانيا"، متهمًا بيلاروسيا أيضًا بالسماح بذلك.

وتابع: "إن التزامنا بالمادة 5، بند دفاعنا الجماعي (الهجوم على دولة عضو يعتبر هجومًا على جميع أعضاء حلف شمال الأطلسي) صلب. سنحمي كل شبر من أراضي حلف شمال الأطلسي".

لكنه لفت أيضًا إلى أن حلف شمال الأطلسي "لا يبحث عن نزاع مع روسيا" ولن يرسل جنودًا أو طائرات إلى أوكرانيا، داعيًا موسكو إلى "الانسحاب من أوكرانيا فورًا".

تواصل الهجوم الروسي

وعلى الصعيد الميداني، تواصل روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا، حيث أفاد أوليغ سينيغوبوف رئيس منطقة خاركيف الأوكرانية اليوم الثلاثاء بأن الهجمات الصاروخية الروسية أصابت مركز ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا بما شمل المناطق السكنية ومبنى الإدارة، مع دخول الهجوم الروسي يومه السادس.

من جانبه، أفاد رئيس بلدية ماريوبول الأوكرانية صباح اليوم الثلاثاء بأن المدينة الساحلية الجنوبية تعرضت لقصف مستمر أودى بحياة مدنيين وألحق أضرارًا بالبنية التحتية.

"جريمة حرب"

وفي هذا الإطار، وصف الثلاثاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القصف الروسي على مدينة خاركيف، بأنه "جريمة حرب"، مشيرًا إلى أن الدفاع عن العاصمة هو الأولوية القصوى.

وقال في بيان في مقطع فيديو: "إن القصف على خاركيف هو جريمة حرب. إنه إرهاب دولة من جانب روسيا"، مضيفًا أن "حماية العاصمة اليوم هو الأولوية القصوى للدولة".

من جهته، كتب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في تغريدة أن القصف الروسي على "المنشآت المدنية في خاركيف ينتهك قوانبن الحرب".

وأضاف: "يقف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا في هذه المرحلة المأسوية".

وكانت رئاسة هيئة الأركان الأوكرانية أعلنت اليوم الثلاثاء، أن روسيا فقدت نحو 5 آلاف و710 من جنودها خلال عمليتها العسكرية التي بدأتها فجر الخميس الماضي ضد أوكرانيا.

فيما لقي قرابة 70 جنديًا أوكرانيًا، مصرعهم إثر هجوم صاروخي روسي استهدف قاعدة عسكرية في إقليم سومي، شمال شرقي البلاد.

وفي سياق الحرب على أوكرانيا، أفاد تحديث للمخابرات العسكرية البريطانية بأن التقدم الروسي نحو كييف لم يحرز تقدمًا يذكر خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بسبب صعوبات لوجستية كما كثف الجيش استخدامه للمدفعية شمالي العاصمة.

متى يدخل الجيش الروسي كييف؟

وكانت صور التقطتها أقمار اصطناعية في أوكرانيا قد أظهرت أمس الإثنين، رتلًا عسكريًا روسيًا هائلًا يزيد طوله عن 60 كلم، يتقدم باتجاه العاصمة كييف.

وفي هذا الإطار، قال الخبير العسكري والميداني العميد هشام جابر: إن "الهدف الأساسي لروسيا هو قلب نظام الحكم في كييف".

وأضاف في حديث إلى "العربي"، من العاصمة اللبنانية بيروت، أن الرتل العسكري الروسي سيتريث قبل دخول كييف لأنه رتل بريٌّ، وأن حرب الشوارع ليست في صالح الجيش الغازي.

وأوضح أن روسيا تعتمد إستراتيجية واضحة جدًا من خلال الحصار والقصف المركز والمستمر على الجيش الأوكراني وبناه التحتية.

وأردف جابر أن القوات الروسية ستدخل شوارع العاصمة في حال لم تسقط كييف خلال أيام معدودة بالحصار الشديد وبالقصف الجوي، وذلك حسب ما تقتضيه الحالة الميدانية.

ومضى قائلًا: إن أهداف روسيا الحالية هي السيطرة بشكل كامل على إقليم دونباس، والسيطرة العسكرية على المنشآت النووية من جهة بيلاروسيا، أما بالنسبة إلى المدن الأوكرانية الأخرى فتكتفي القوات الروسية بقصفها ومحاصرتها، والدخول إليها إذا اقتضى الأمر شرط ألا يشكل ذلك فخًا لقواتها البرية.

ولليوم السادس على التوالي يستمرّ الهجوم الروسي على أوكرانيا، مما أدى إلى نزوح أكثر من 500 ألف شخص فروا إلى الدول المجاورة على ما أفادت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. ويتوقع الاتحاد الأوروبي نزوح أكثر من سبعة ملايين شخص.

ومنذ فجر الخميس الماضي، شنت روسيا هجومًا على أوكرانيا، قوبل بمقاومة أوكرانية، فيما تلقت موسكو حزمة من العقوبات من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، وطالت الرئيس الروسي شخصيًا ووزيري الخارجية والدفاع إضافة إلى مسؤولين آخرين، إلا أن دولًا أخرى ترى أنها غير كافية، وتدعو إلى إخراج روسيا من "سويفت" للمدفوعات العالمية بين البنوك.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close