دعت حركة "حماس" اليوم الخميس الفلسطينيين إلى "شد الرحال والرباط" في المسجد الأقصى بمدينة القدس في العشر الأوائل من شهر ذي الحجة بالتقويم الهجري.
وقال القيادي في الحركة موسى أبو مرزوق، في بيان: "نحذر من تحوّل اقتحامات المسجد الأقصى إلى روتين يومي تمهيدًا لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا".
التصدي لمخططات الاحتلال
ورأى أن "ذلك يستدعي استمرار الدعوات لشد الرحال والرباط والاعتكاف فيه خلال العشر الأوائل من شهر ذي الحجة (من 19 إلى 28 يونيو/ حزيران الجاري)، للتصدي لمخططات الاحتلال وقطعان المستوطنين".
وشدّد أبو مرزوق على أن "الاحتلال ومستوطنيه يبذلون جهودًا حثيثة لفرض المزيد من الوقائع الميدانية في المسجد الأقصى والقدس المحتلة، بما في ذلك استهداف الرموز الفلسطينية الوطنية والإسلامية، واستمرار إبعادهم عن المسجد الأقصى".
واعتبر أن الاستهداف "المركّز" تجاه المسجد الأقصى يستدعي تحرّكًا من الأمة العربية والإسلامية على المستويات الرسمية والشعبية والحزبية والجماهيرية.
ويقتحم المستوطنون ساحات المسجد تحت حراسة الشرطة طوال أيام الأسبوع، عدا يومي الجمعة والسبت، على فترتين صباحية ومسائية.
ويقول الفلسطينيون إن إسرائيل تعمل بشكل مكثف على تهويد القدس الشرقية وطمس هويتها الإسلامية والعربية، فيما يتمسكون بها عاصمةً لدولتهم المأمولة استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967 ولا بضمّها إليها في 1981.
شد الرحال للأقصى
وفي المسجد الأقصى المبارك حيث يؤدي عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة العيد، تشكل الصلاة عبادة وموقفًا.
ويحرص الفلسطينيون على الحضور من الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر وقطاع غزة إلى مدينة القدس، رغم حواجز الاحتلال وجرائمه.
ويتكرر هذا المشهد كل عام حيث أن أعدادًا كبيرة من المصلين تشد الرحال وتنطلق باتجاه الأقصى قادمين من مناطق بعيدة، وسط تضييق الاحتلال واعتداءاته.
وفي باحات المسجد يلهو الأطفال منذ ساعات الفجر، وبينما ترتفع أعلام فلسطين ويتبادل المصلون التهاني في أعياد المسلمين.
وقبل أيام، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية سلطات الاحتلال الإسرائيلي من تقديم مشروع قانون "عميت هليفي" للكنيست خلال الأيام المقبلة، لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى.
ودعا إلى ضرورة تحرك عربي وإسلامي ودولي يتجاوز مفردات الشجب والإدانة إلى فرض عقوبات، تمنع إحداث أي تغيير في المسجد الأقصى، وتوقف أي انتهاك للمقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة.
وتأتي هذه التحذيرات الفلسطينية، فيما يواصل المستوطنون اقتحام المسجد الأقصى بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي.