الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حرائق اليونان.. العثور على 18 جثة متفحمة لمهاجرين بينهم طفلان

حرائق اليونان.. العثور على 18 جثة متفحمة لمهاجرين بينهم طفلان

شارك القصة

رسالة مراسل "العربي" خلال اندلاع أكبر حرائق الغابات في اليونان (الصورة: غيتي)
كشفت جهود مكافحة الحرائق في اليونان عن مجزرة مروعة بحق اللاجئين في مشهد صادم بدا خلاله مجموعة من المهاجرين غير النظاميين وقد تفحمت جثثهم بالكامل.

عثر رجال إطفاء في اليونان على مجموعة من الجثث المتفحمة بين رماد حرائق الغابات بالقرب من الحدود مع تركيا، حيث كانت تلك الغابات تمثل للمهاجرين الغطاء المثالي للعبور إلى الاتحاد الأوروبي، ومن بين هؤلاء القتلى طفلان.

وعُثر على جثث ما يفترض أنهم مجموعة مهاجرين، بالقرب من قرية أفانتاس في شمال شرقي اليونان، الذي اجتاحه حريق غابات شرس بسرعة مدمرة. وكان الحريق واحدًا من مئات الحرائق التي اشتعلت في شتى أنحاء البلاد، وتؤججها درجات الحرارة المرتفعة والرياح العاتية.

"كانوا يحتضنون بعضهم"

وعُثر على مجموعة مكونة من سبع أو ثماني جثث مجتمعة، وبدا أن أصحابها كانوا يحتضنون بعضهم البعض للمرة الأخيرة. ودُفن آخرون تحت أنقاض ملجأ دمرته النيران.

وقال بافلوس بافليديس، الطبيب الشرعي الذي استدعته السلطات إلى المكان، يوم الثلاثاء المنصرم، لفحص الجثث التي احترقت لدرجة يصعب معها التعرف على هوية أصحابها "أدركوا في اللحظة الأخيرة أن النهاية قادمة، كانت محاولة يائسة لحماية أنفسهم".

وبعد ما يزيد قليلًا عن شهرين من غرق مئات المهاجرين في البحر قبالة اليونان، أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا من ليبيا، توقفت مجموعة أخرى، سلكت ما بدا أنه طريق أكثر أمانًا، ولكن ليس بسبب قارب متهالك، وإنما بسبب قوة الطبيعة الضاربة.

وتُظهر صور الأقمار الصناعية قبل حرائق الغابات، وبعدها الدمار الذي حدث على طول طريق يقبل عليه المهاجرون من الشرق الأوسط وآسيا.

"الشرطة.. الشرطة"

وتحولت مساحات من المناطق الخضراء إلى أرض قاحلة تشبه سطح القمر، وتحولت الأشجار إلى أعواد من الفحم. وتحول الزرع الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية للمهاجرين خلال هربهم من الشرطة اليونانية إلى فخ مميت. والشيء الملون الوحيد الذي عُثر عليه في المنطقة، حيث وجدت الجثث كان قفازان طبيان لونهما أزرق تركهما المحققون خلفهم.

وفي الأيام الأولى للحريق، قال جورج هاتزيجورجيو رئيس مجتمع أفانتاس، إنه رصد ثلاث مجموعات من المهاجرين في المنطقة. وأردف قائلًا: "كانت هناك امرأة مع طفل، وكانت المرأة ترتدي الحجاب، والنار كانت على بعد 100 متر".

وأضاف: "توسلت إليهم باللغة الإنكليزية أن يذهبوا إلى ساحة القرية. وظلوا يرددون ‘الشرطة، الشرطة‘، كانوا خائفين من القبض عليهم، وقلت لهم من الأفضل أن تذهبوا إلى الساحة، ويُقبض عليكم بدلًا من أن تُحرقوا وأنتم أحياء".

"إساءة معاملة"

ويُعتقد أن الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الغابة من الآلاف الذين يعبرون من تركيا إلى اليونان، كل عام عبر نهر إيفروس، الذي يرسم جزءًا كبيرًا من الحدود البرية بين البلدين.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن من بين 18700 شخص وصلوا إلى اليونان العام الماضي، جاء ثلثهم عن طريق البر. وعبر نحو أربعة آلاف شخص النهر هذا العام، وتقول الشرطة اليونانية إن عددهم زاد بشكل طفيف في أغسطس/ آب.

وتتهم جماعات حقوق الإنسان والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اليونان بإساءة معاملة الأشخاص الموجودين على الحدود، وبإعادتهم قسرًا أحيانًا إلى تركيا، وهي ممارسة غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وتنفي اليونان هذه الاتهامات، وتقول: إن سياسة الهجرة "الصارمة والعادلة" التي تنتهجها تحمي حدود الاتحاد الأوروبي.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close