الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حرائق الغابات تجتاح العالم.. هل التغيّر المناخي هو المسؤول الوحيد؟

حرائق الغابات تجتاح العالم.. هل التغيّر المناخي هو المسؤول الوحيد؟

شارك القصة

فقرة من "صباح جديد" عن أسباب حرائق الغابات التي تشهدها معظم الدول في العالم (الصورة: غيتي)
يوضح بعض الخبراء أن الحرائق قد تصبح أكثر شيوعًا وضراوة خلال السنوات المقبلة. فإذا تجاوز الاحترار العالمي 2 درجة مئوية، سيحدث طقسًا شديد الحرارة.

كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن تغيّر المناخ والاحتباس الحراري وما يشهده سطح الأرض من درجات حرارة غير مسبوقة وحرائق غابات تصعب السيطرة عليها، في مناطق ككندا وهاواي التي أتت فيها النيران على الأخضر واليابس.

ففي الأسابيع الأخيرة اندلعت حرائق شديدة في جميع أنحاء العالم، حيث لا تزال دول تعاني إلى الآن من ظروف جوية قاسية، وهي التي أعلنت حالة الطوارئ بسبب الحرائق في ماوي، أودت فيها الحرائق بحياة أكثر من 100 شخص، عدا عن حجم الأضرار التي جعلتها تعلن منطقة منكوبة.

بموازاة ذلك، كانت دول حوض البحر الأبيض المتوسط قد شهدت أواخر الشهر الماضي موجة من حرائق الغابات دمرت نحو 35 ألف هكتار في اليونان وحدها، في حين عانت الجزائر وتونس من حرائق مماثلة ذهب ضحيتها العشرات.

اندلعت حرائق شديدة في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة
اندلعت حرائق شديدة في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة - غيتي

ويتساءل كثيرون عما إذا كان سيؤدي تغير المناخ إلى مزيد من حرائق الغابات، إذ يقول بعض الخبراء إن هذه الحرائق قد تصبح أكثر شيوعًا وضراوة خلال السنوات المقبلة. فإذا تجاوز الاحترار العالمي 2 درجة مئوية، فسيحدث طقسًا شديد الحرارة، وسيكون بوتيرة أسرع.

بدوره، توقع تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن عدد حرائق الغابات سيزداد بنسبة 50% من الآن وحتى عام 2100.

وفضلًا عن الخسائر الفادحة لهذه الحرائق، فهناك جوانب أخرى لم يلتفت إليها بعد، فمنظمة الصحة العالمية نبهت لتأثيرات هذه الحرائق على صحة الإنسان، إذ تسبب أو حتى تزيد من سوء أمراض الجلد والأمعاء والكلى والعين والكبد والقلب والرئتين والدماغ والجهاز العصبي، كما تم ربطها بحالات الوفاة المبكرة، وفقًا لما ذكرته المنظمة.

ما أسباب الحرائق في العالم؟

في هذا الإطار، يشرح المهندس والخبير البيئي حمدي حشاد أن التغيرات المناخية ليست مسؤولة في حد ذاتها على انتشار رقعة الحرائق في العالم، بل هي تساعد على أن تكون بهذه الكثافة، موضحًا أن ارتفاع درجة الحرارة يسهم في جفاف الغطاء النباتي وتوفير المادة الجافة التي تصير وقودا سريع الاستجابة عند نشوب الحرائق.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من تونس، أنه مع كل ارتفاع درجات حرارة وكل موسم صيفي نلاحظ انتشار رقعة كبيرة جدًا من الحرائق، مشيرًا إلى أن 97% من أسباب تلك الحرائق ترجع بالأساس لأسباب متعددة سواء بأفعال متعمدة أو لا إرادية، أو أسباب جنائية كما حدث في تونس والجزائر، وكذلك مثلما اتهمت السلطات اليونانية بعض أصحاب المنتجعات السياحية في إطار منافسة فيما بينهما، لتأهيل تلك الأراضي لافتتاح منتجعات سياحية.

ويشير حشاد إلى أن الطابع الجنائي بات يطغى أيضًا على كل هذه الحرائق نتيجة أطماع في الأراضي نظرًا لموقعها في بعض الأحيان، وبالتالي أصبحت هناك حرائق بحجة التوسع العمراني وامتلاك تلك الأراضي في العديد من الدول.

ويلفت حشاد إلى أن العالم يتخذ من التغيرات المناخية ستارًا للتخفي أمام ما وصفها بالمذبحة التي تحصل للوسط الطبيعي.

ويعدد تداعيات الحرائق التي تبدأ بتعطل وشلل تقريبًا لكل المرافق الحياتية ولكل الدورة الاقتصادية في المناطق التي تشملها الحرائق، إلى جانب الخسارة الإيكولوجية، مشيرًا إلى أن الحرائق ستزيد من نسبة انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما ستنطلق عشرات الألوف إن لم تكن ملايين من الأطنان من ثاني أوكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، ما سيؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة لاحقًا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة