نشطت حركة دولية وإقليمية لافتة على خط العاصمة اللبنانية بيروت في الأيام القليلة الماضية، بعد فترةٍ من الجمود والانكفاء، عزّزتها الخلافات الداخلية على تشكيل الحكومة.
وفي هذا السياق، برزت زيارة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إلى بيروت، التي تزامنت مع جولة خارجية لرئيس الحكومة المكلف سعد الحريري قد تحمله إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وفي وقتٍ تحدّثت بعض المعلومات عن احتمال أن يوفِد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبعوثه باتريك دوريل إلى بيروت قريبًا، برز أيضًا موقفٌ للبابا فرنسيس يدعو لتشكيل الحكومة، ويحذر من فقدان هوية البلاد.
إزاء ذلك، تُطرَح علامات استفهام عمّا إذا كان الموعد الإقليمي والدولي لتشكيل الحكومة قد حان، أم أنّ الحراك الإقليمي والدولي يسابق اللاعبين الأساسيين في البلاد، أي الولايات المتحدة وإيران، وما إذا كان الحلّ في لبنان بات مرتبطًا كليًا بالحوار بين طهران وواشنطن.
الوضع خطير
يرى الكاتب الصحافي أمين قمورية أنّ الوضع في لبنان بات خطيرًا على كل المستويات، محذّرًا من أزمة معيشية واقتصادية وأمنية خطيرة جدًا تحدق بالبلاد.
وإذ يؤكد، في حديث إلى "التلفزيون العربي"، وجود زخمٍ دوليّ وعربيّ لافت، يرى أنّه "لا تزال هناك عوائق حقيقية منها ما هو داخلي وأساسيّ، ومنها ما هو خارجي".
وعلى الصعيد الداخلي، يتحدّث عن شروط وشروط مضادة لا يزال الطرفان المعنيّان، أي رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري يتبادلانها؛ ما يحول دون أن يكون هناك حكومة في المدى القريب.
فرص صعبة جدًا
أما على المستوى الخارجي، فيلفت الصحافي اللبنانيّ إلى وجود مؤشرات إيجابية، على غرار المبادرة الفرنسية، وما يصفها بالبادرة القطرية التي يعتبرها مهمّة جدًا، إضافة إلى اللفتة التي صدرت عن الفاتيكان.
لكنّه يرى أنّ التشكيل الحكومي يبقى مرهونًا بتطورات التجاذب المستمرّ بين واشنطن وطهران، ولكن أيضًا بحقيقة موقف المملكة العربية السعودية، التي يشير إلى أنّها، حتى هذه اللحظة، "لا تزال تضع حظرًا على دخول حزب الله في أي حكومة مقبلة".
ويعتبر أنّ كل هذه الأمور مجتمعة تجعل الآمال ضيّقة إلى حد كبير بتأليف حكومة في المدى المنظور، مشدّدًا على أنّ "فرص الحلّ صعبة جدًا ولا يبدو في الأفق القريب أن هناك حلحلة لهذا الموضوع".
