حرب التجويع ضد غزة.. فلسطينيون يسدون الرمق بحبوب تالفة بغياب القمح
لم يتخيّل الفلسطينيون في غزة أن يمر عليهم يوم لا يجدون فيه ما يأكلونه، حتى إنهم باتوا يطحنون شعيرًا وحبوبًا تالفة لسد جوعهم، مع استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
فإسرائيل تفرض حصارًا خانقًا على مدينة غزة وشمال القطاع، وتمنع وصول أي مساعدات غذائية إلى سكان هذه المناطق، ما أدى لنفاد الطعام والمياه الصالحة للشرب.
وفيما خلت الأسواق من دقيق القمح منذ أسابيع، اتجه المواطنون إلى طحن حبوب الذرة والشعير المخصصة لصناعة أعلاف الحيوانات، بالإضافة إلى بعض الحبوب التالفة.
سكان غزة يلجؤون لحبوب تالفة لسد جوعهم
وفي ظروف صعبة ومعقدة، ما زالت إحدى المطاحن تعمل في قطاع غزة، فيما يتكدس الفلسطينيون على أبوابها بانتظار دورهم لطحن ما يجلبونه من شعير أو حبوب أو قمح، وسط غياب أي أفق لحل هذه الأزمة، مع استمرار انعدام دخول المساعدات إلى شمال قطاع غزة.
وفي حديث لـ"العربي"، قال صاحب إحدى المطاحن القديمة التي كانت معطلة قبل العدوان الإسرائيلي، إنه اضطر إلى إعادة تشغيلها نظرًا لقلة كميات الطحين والأغذية والأرز الموجودة، مشيرًا إلى أن أسعار السولار الضرورية لتشغيل مولد المطحنة مرتفعة جدًا.
وفيما توقف عند أسعار القمح المرتفعة قال: إن السلعة غير موجودة أصلًا، لافتًا إلى أن بعض الناس يضطرون لطحن الشعير، أو الحبوب التالفة، أو القمع غير القابل للطحن.
وفيما يتعلق بأسعار عملية الطحن، قال صاحب المطحنة إنه اضطر إلى رفع تكلفة الطحن مع ارتفاع أسعار السولار.
وفي 13 يناير/ كانون الثاني الجاري، قال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، إن "الموت يهدد نحو 800 ألف نسمة في محافظتَي غزة والشمال بسبب استمرار سياسة التجويع والتعطيش، التي ينتهجها الجيش الإسرائيلي بحقهم".
وذكر المكتب في بيان بالحاجة إلى ألف و300 شاحنة غذاء يوميًا للخروج من حالة الجوع، بواقع 600 شاحنة للشمال و700 لغزة، محذرًا من مساعي جيش الاحتلال الإسرائيلي "المتعمدة والمقصودة لإيقاع مجاعة حقيقية في غزة والشمال".