انطلقت صافرات الإنذار في مجموعة من المدن والمناطق في أنحاء أوكرانيا، بعد أن شنت روسيا موجة جديدة من الضربات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة.
وأقدمت موسكو على تصعيد عسكري كبير في عدد من المناطق الأوكرانية، في وقت أفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها سيطرت على منطقتين جديدتين في باخموت.
وأعلن قائد القوات البرية الأوكرانية أن القوات الروسية كثفت استهدافها لباخموت، لأنها تريد السيطرة عليها بحلول اليوم 9 مايو/ أيار أي تزامنًا مع احتفالات روسيا بيوم "عيد النصر" .
هجمات قرب كييف
واليوم الثلاثاء، قال مسؤولون إن روسيا أطلقت حوالي 15 صاروخ كروز على العاصمة الأوكرانية في ثاني هجوم على كييف في غضون أيام قليلة، "لكن أنظمة الدفاع الجوي أسقطتها جميعًا".
وقال سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف، في تعليقات نُشرت على تطبيق تيليغرام: "على صعيد الجبهة، فشلت خطط المعتدي".
وكانت الإدارة العسكرية في العاصمة الأوكرانية كييف أعلنت في وقت سابق، أنّ أنظمة الدفاع الجوي تتصدى لهجمات روسية على المدينة بعد إطلاق إنذارات جوية في عموم البلاد.
وتأتي هجمات اليوم الثلاثاء بعدما أطلقت روسيا أكبر هجماتها بالطائرات المسيرة حتى الآن في إطار حملة جوية بدأتها قبل عشرة أيام، عقب فترة هدوء منذ أوائل مارس/ آذار.
تصعيد على الحدود
من جهته، كشف حاكم منطقة بلغورود الواقعة على الحدود مع روسيا فياتشيسلاف جلادكوف، أن القوات الأوكرانية قصفت بلدة شيبيكينو أمس الإثنين، فأصابت خمسة أشخاص على الأقل ودمرت منازل وخطوط كهرباء، ذاكرًا أن مناطق أخرى تعرضت لنيران القصف.
وتابع جلادكوف أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية أسقطت في ساعة متأخرة مساء أمس، طائرة مسيرة في بلدة فالويكي، وتابع أن القصف تسبب في تضرر عدد من المنازل وكذلك مزرعة وبنية تحتية وخطوط كهرباء.
ويتزامن التصعيد على خط حرب أوكرانيا، مع احتفال روسيا اليوم الثلاثاء، بـ"يوم النصر"، وهو يُعتبَر من أهم المناسبات العامة في البلاد وتحيي فيه روسيا ذكرى هزيمة ألمانيا النازية عام 1945.
أسباب التصعيد الروسي
من جهتها، ترى الخبيرة في النزاعات الدولية والأمن الإقليمي ماريا زولكينا أنّ من أسباب هذا التصعيد، أنّ روسيا لم تحقق "نجاحات حقيقية" من الناحية العسكرية حتى في دونباس، وبالتالي ليس لديها ما يدعو للاحتفال بعد 14 شهرًا من الهجوم العسكري على أوكرانيا.
وتردف في حديث مع "العربي" من وارسو: "يريد بوتين أن يلقي كلمة أمام شعبه (في ذكرى يوم النصر)، وسيحاول أن يظهر أنه يحقق نجاحًا يذكر على الأرض".
أما السبب الثاني، فهو "نوع من الانتقام" وفق زولكينا وذلك ردًا على الهجمات بالطائرات المسيرة على الكرملين الأسبوع المنصرم. كما تقول الخبيرة إن موسكو تسعى أيضًا لخلق جوّ من الخوف داخل المجتمع الأوكراني.
يذكر أن الجانبَين الروسي والأوكراني، دائمًا ما ينفيان استهداف المدنيين في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام، ولا تعلن كييف قط مسؤوليتها عن أي هجمات داخل روسيا وفي الأراضي التي تسيطر عليها موسكو في أوكرانيا.
رغم ذلك، صرّحت أوكرانيا في الآونة الأخيرة إن تدمير البنية التحتية يعد استعدادًا لهجوم بري مزمع.