Skip to main content

"حرب واحدة وصراعات إقليمية".. كيف تناولت صحف غربية تطورات المنطقة؟

الخميس 18 يناير 2024
هناك مخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع في المنطقة لا سيما بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة - الأناضول

في وقت تتزايد فيه التحذيرات من حرب إقليمية، تتوقف صحف أجنبية عند التوترات المتتالية التي أشعلها العدوان الإسرائيلي على غزة، وتشير إلى أن أي استقرار إقليمي يجب أن يمر عبر غزة.

وقال آدم تايلر لصحيفة "واشنطن بوست"، إن "الحرب الإسرائيلية على غزة تقع في قلب أزمة إقليمية تفاقمت في الأيام الأخيرة بعد سلسلة من الضربات في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

ويعتقد الكاتب أنه ما بين استهداف إسرائيل لمواقع حزب الله والضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن، والضربات الإيرانية ضد باكستان، فإن التوتر يمكن أن يخرج عن السيطرة بسرعة، بينما يشير البعض إلى أن الصراع الإقليمي قائم بالفعل.

ويحذر تايلر من ما يحدث في المنطقة يمثل تطورًا خطيرًا للغاية، وأي سوء تقدير، أو سوء فهم، يمكن أن يؤدي إلى حرب أوسع.

"الاستقرار يمر عبر غزة"

من جهتها، توقفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عند العراقيل التي تواجهها الولايات المتحدة بسبب الحرب على غزة، مشيرة إلى أنه بحسب إدارة الرئيس جو بايدن فإن الطريق نحو شرق أوسط أكثر استقرارًا يمر عبر غزة، وأن المخطط التفصيلي لفترة ما بعد الحرب من شأنه أن يضع الأساس لمزيد من التغييرات الشاملة على المدى الطويل في المنطقة ومن بينها إحياء قيام دولة فلسطينية.

ولكن بحسب الصحيفة الأميركية، فإن أهداف الولايات المتحدة ثبت أنها بعيدة المنال وسط الحرب المستمرة على غزة وامتداد التوتر إلى البحر الأحمر وأماكن أخرى.

كما نقلت الصحيفة عن مستشار في مجموعة الأزمات الدولية، أن الولايات المتحدة تلعب دورين في الشرق الأوسط: دور مشعل الحرائق من خلال الدعم غير المشروط لحرب إسرائيل على غزة، ودور رجل الإطفاء من خلال محاولة منع التصعيد الإقليمي.

"حرب واحدة تجمع صراعات الشرق الأوسط"

بدوره، كتبت روبن رايت في مجلة "ذا نيويوركر"، تحت عنوان "حرب واحدة جمعت الصراعات في الشرق الأوسط".

وسلطت روبن الضوء على اندماج الصراعات المختلفة في الشرق الأوسط في حرب واحدة، وتورط الولايات المتحدة في حروب بين لاعبين متباينين ​​في إسرائيل، والعراق، ولبنان، وسوريا، واليمن.

وبينما انتقدت روبن فشل السياسة الخارجية الأميركية وخاصة لجوئها إلى الخيارات العسكرية بدلًا من المبادرات الدبلوماسية منذ هجمات الحادي عشر  11 من سبتمبر/ أيلول 2001، رأت الكاتبة أن الولايات المتحدة تبدو منفصلة عن الواقع الإقليمي.

وبحسب ما نقلت عن محللين فإن واشنطن بعد أن انجرت إلى الحرب الإسرائيلية، تبدو ضائعة إلى حد كبير، وأنه في ظل التصعيد الحاصل من المستحيل أن تفرض إرادتها بشكل أحادي على المنطقة.

وقالت: "من غير المرجح أن تؤدي الضربات التي تشنها الولايات المتحدة على الحوثيين إلى الحد من المواجهات في البحر الأحمر أو التوترات في أي مكان آخر في الشرق الأوسط".

التوتر بين إيران وباكستان

من جانبه، تطرق سلمان مسعود في صحيفة "نيويورك تايمز" إلى تبعات الضربات بين إيران وباكستان، وقال إن الضربات التي نفذتها باكستان داخل إيران، بعد مهاجمة القوات الإيرانية معسكرات للمسلحين في باكستان، تمثل تصعيدًا خطيرًا للأحداث في المنطقة.

ونقل مسعود عن خبير أمني في إسلام آباد، إنه لم يكن ممكنًا تجاهل الضربة الإيرانية وأن وجهة نظر إسلام آباد تتمثل في أن الرد المحسوب في الوقت المناسب ضروري لتبديد الفهم الإيراني الخاطئ بأن الهجوم على باكستان لن يقابل برد قوي.

إلى ذلك، حذرت "فايننشال تايمز" البريطانية من التصعيد بين إيران وباكستان والمخاوف بشأن احتمال نشوب صراع أوسع في المنطقة، لا سيما بعد اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.

وبينما رجحت الصحيفة أن تكون لدى باكستان رغبة محدودة في المزيد من التصعيد وردها أتى ضمن المسموح لها لحماية مصالحها الأمنية والدبلوماسية نقلت عن محلل في مؤسسة "غالوب" أن الضربة التي نفذتها باكستان قد تكون رسالة موجهة إلى حد ما للإيرانيين، لكن الرسالة الحقيقية هي للهند التي تخوض معها مواجهة مستمرة منذ عقود.

كما أشارت الصحيفة إلى أن احتمال حدوث اضطرابات على الحدود الباكستانية الإيرانية يثير قلقًا خاصًا بالنسبة للصين، التي استثمرت مليارات الدولارات على الجانب الباكستاني.

وفي سياق متصل، رأى جورج مالبرونو في صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن التوتر بين باكستان وإيران يأتي في وقت يهتز فيه الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، والهجمات التي يشنها الحوثيون ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

وأضاف أنه على الرغم من قنوات الاتصال المنتظمة بين إسلام آباد وطهران، يتوقع محللون أزمة خطيرة في العلاقات بين البلدين.

المصادر:
العربي
شارك القصة