الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

حروب ونزاعات واضطهاد.. عدد النازحين في العالم يسجّل أرقامًا غير مسبوقة

حروب ونزاعات واضطهاد.. عدد النازحين في العالم يسجّل أرقامًا غير مسبوقة

شارك القصة

شكّل الشباب والفتيات والفتيان دون سن الثامنة عشرة 42% من النازحين حول العالم.
شكّل الشباب والفتيات والفتيان دون سن الثامنة عشرة 42% من النازحين حول العالم (غيتي)
كشفت مفوضية اللاجئين أن 1% من البشرية يُعاني من النزوح؛ فيما "عدد المقتلَعين من جذورهم" أكبر بمرتين مما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما كان يصل إلى 40 مليونًا.

أعلنت الأمم المتحدة اليوم الجمعة أن عدد النازحين بسبب الحروب والأزمات في العالم تضاعف في السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 82,4 ملايين، وهو عدد قياسي رغم جائحة كوفيد-19.

وأوضحت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في تقرير رسمي أن عدد اللاجئين والنازحين داخل بلدانهم وطالبي اللجوء زاد بنسبة 4% عام 2020، مقارنة بعدد قياسي بلغ 79,5 مليونًا نهاية 2019.

وللسنة التاسعة على التوالي، ارتفع النزوح القسري في العالم.

وقال فيليبو غراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "82,4 مليونًا... سنة تاسعة من الارتفاع المتواصل. هذا بالتحديد ضعف العدد المسجل قبل عشر سنوات".

وقالت المفوضية: إن 1% من البشرية يُعاني من النزوح؛ فيما "عدد المقتلَعين من جذورهم" أكبر بمرتين مما كان عليه العدد قبل عشر سنوات، عندما كان العدد الإجمالي يصل إلى 40 مليونًا.

في نهاية عام 2020، كان العالم يضمّ 30,3 مليون لاجئ ونازح قسرًا من بينهم 5,7 ملايين لاجئ فلسطيني و3,9 ملايين فنزويلي. كما تقدّم 4,1 مليون شخص بطلبات لجوء.

48 مليون نازح في الداخل

لكنّ القفزة الكبيرة تتعلّق بعدد الأشخاص النازحين داخليًا في بلدانهم" الذي بات 48 مليونًا، وهو عدد "غير مسبوق"، كما وصفه غراندي.

وزاد عدد النازحين داخليًا بأكثر من 2,3 ملايين العام الماضي، نتيجة للأزمات في إثيوبيا، والسودان، ودول الساحل، وموزمبيق، واليمن، وأفغانستان، وكولومبيا.

وقال غراندي: "خلال الجائحة، توقّف كل شيء بما يشمل الاقتصاد، إلا أن الحروب والنزاعات والعنف والتمييز والاضطهاد وكل العوامل التي تدفع الناس إلى الفرار تواصلت".

وفي خضم جائحة كورونا في 2020، أقفلت أكثر من 160 دولة حدودها، ولم تعتمد 99 منها أي استثناء للأشخاص الساعين إلى حماية.

وبفضل اعتماد إجراءات مثل الفحوصات الطبية عند الحدود، وشهادات صحية أو حجر موقت عند الوصول، وإجراءات تسجيل مبسّطة ومقابلات عن بعد، اعتمد عدد متزايد من الدول التدابير اللازمة لضمان الوصول إلى إجراءات اللجوء رغم الجائحة.

ثلثا النازحين من 5 دول

والعام الماضي، فرّ أكثر من ثلثي الأشخاص إلى الخارج من خمس دول فقط هي: سوريا (6,7 ملايين) وفنزويلا (4 ملايين) وأفغانستان (2,6 ملايين) وجنوب السودان (2,2 مليون) وبورما (1,1 مليون).

وشكّل الشباب والفتيات والفتيان دون سن الثامنة عشرة 42% من النازحين. وتُفيد تقديرات المفوضية أن نحو مليون طفل وُلدوا لاجئين بين عامي 2018 و2020.

وقال غراندي: "مأساة هذا العدد من الأطفال المولودين في المنفى يجب أن تُشكّل سببًا كافيًا لبذل المزيد من الجهود للحؤول دون وقوع نزاعات جديدة ووضع حد لها وللعنف".

خلال العام 2020، عاد نحو 3,2 ملايين نازح داخلي و251 ألف لاجئ فقط إلى ديارهم أي بتراجع نسبته 40% و21% تواليًا مقارنة بعام 2019.

وتراجعت إعادة توطين اللاجئين بشكل كبير أيضًا. ففي العام الماضي، شمل هذا الإجراء 34,400 لاجِئ، وهو أدنى مستوى منذ 20 عامًا بسبب العدد القليل من الأماكن المخصّصة لهم، إضافة إلى جائحة كوفيد-19.

وللسنة السابعة على التوالي، استقبلت تركيا أكبر عدد من اللاجئين في العالم (3,7 ملايين)، تلتها كولومبيا (1,7 ملايين)، وباكستان (1,4 ملايين، وأوغندا (1,4 ملايين)، وألمانيا (1,2 مليون).

وقال غراندي: "وراء كل شخص أُجبر على مغادرة دياره، قصة من قصص النزوح والحرمان والمعاناة. إنهم يستحقّون اهتمامنا ودعمنا ليس فقط بالمساعدات الإنسانية، ولكن في إيجاد حلول لمحنتهم".

وأضاف: "بينما تُوفّر اتفاقية اللاجئين لعام 1951، والميثاق العالمي بشأن اللاجئين، الإطار القانوني والأدوات اللازمة للاستجابة لأوضاع النزوح، يجب أن يضع قادة العالم والنافذون فيه اختلافاتهم جانبًا، ويُنهوا النهج السياسي الأناني ليُركّزوا على تجنّب وقوع نزاعات وتسويتها فضلًا عن احترام حقوق الإنسان".

تابع القراءة
المصادر:
العربي، وكالات
Close