أعلن مسؤولون في بنغلادش اليوم الأحد، مقتل 49 شخصًا على الأقل، جراء حريق أدى إلى انفجار كيميائي ضخم في منشأة لتخزين حاويات الشحن.
ووفق المسؤولين، فإن هذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع نظرًا لأن عدد المصابين تخطى 300 شخص، بعضهم في حال خطرة، فيما تولّى متطوعون نقل جثث من داخل المنشأة حيث تناثر حطام الحاويات.
وتحدث شهود عيان، بحسب "فرانس برس"، عن رؤية جثث لم يتم سحبها بعد في المنشأة التي تضم نحو أربعة آلاف حاوية، غالبيتها لتخزين الملابس بانتظار تصديرها إلى تجار تجزئة غربيين، والتي تقع على مقربة من ميناء شيتاغونغ الجنوبي الكبير.
وكان الحريق قد اندلع ليل السبت الأحد في سيتاكوندا، على بعد نحو 40 كلم من شيتاغونغ، حيث انفجر عدد من المستوعبات التي تحتوي على مواد كيميائية، وحاصرت النيران عمال إطفاء ومتطوعين وصحافيين، فأصيب أشخاص وتطاير الحطام، وقد هز الانفجار مباني سكنية تبعد كيلومترات عدة عن المنشأة.
Bangladesh: 35 people killed as fire broke out at shipping container depot, https://t.co/RahTwwOyhq #bangladeshcontainerdepotfire #massivefireatacontainerdepot pic.twitter.com/H4VNzm3Amm
— Oneindia News (@Oneindia) June 5, 2022
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، أشار كبير الأطباء في المنطقة الياس تشودري إلى أن حصيلة القتلى بلغت 49 شخصًا، متوقعًا ارتفاعها، فيما واصل عناصر الإطفاء العمل على إخماد جيوب من الحريق لا تزال مشتعلة، قائلًا إنه تم استدعاء أطباء من عطلهم، بينما توالت النداءات للتبرع بالدم تم تداولها على مواقع التواصل.
وقال تشودري: "حصيلة القتلى سترتفع لأن عمليات الإنقاذ لم تنته بعد"، مشيرًا إلى أن أشخاصًا عدة بينهم صحافيون كانوا يغطّون الحدث عبر خاصية البث المباشر على موقع "فيسبوك"، لا يزالون في عداد المفقودين.
بدوره، تحدث قائد العلميات في جهاز الإطفاء رياض الكريم، عن مقتل سبعة عناصر إطفاء على الأقل، مشيرًا إلى أن أربعة آخرين لا يزالون في عداد المفقودين.
وقال المسؤول السابق في جهاز الإطفاء بهارات تشاندرا، في تصريح لـ "فرانس برس": "في تاريخ جهاز الإطفاء لم نخسر هذا العدد من عناصر الإطفاء في حادثة واحدة".
أما مدير شركة "مخزن بي.ام للحاويات" مجيب الرحمن، فأكد أن أسباب الحريق لم تعرف بعد، موضحًا أن المنشأة تشغّل نحو 600 شخص.
"بيروكسيد الهيدروجين"
وتحتوي منشأة تخزين الحاويات على مادة بيروكسيد الهيدروجين، وفق ما أفاد قائد جهاز الإطفاء الجنرال معن الدين للصحافيين، وقال: "لم نتمكن بعد من السيطرة على الحريق بسبب وجود هذه المادة الكيميائية".
وأعلن الجيش إرسال 250 عسكريًا إلى منشأة التخزين لمنع تسرب المواد الكيميائية إلى مياه المحيط الهندي عبر تطويق الموقع بأكياس الرمل.
وأوضح مؤمن الرحمن، المسؤول المحلي في منطقة شيتاغونغ أن الحريق أصبح بشكل كبير تحت السيطرة، لكن لم يتم إخماده بعد بشكل كامل مشيرًا إلى وجود "جيوب لا تزال مشتعلة".
من جانبه، قال المواطن محمد علي (60 عامًا) الذي كان في متجر بقالة قريب إن دوي الانفجار كان قويًا جدًا.
وأضاف: "أدى الانفجار إلى تطاير كرات نار انهمرت كالمطر. كنا خائفين جدًا وغادرنا منزلنا على الفور بحثًا عن ملاذ (...) اعتقدنا أن الحريق سيمتد إلى منطقتنا المكتظة بالسكان".
ويُعد اندلاع الحرائق أمر شائع في بنغلادش بسبب التراخي في تطبيق معايير السلامة. وقد شبّ حريق ضخم في مصنع للأغذية على أطراف العاصمة في يوليو/ تموز 2021، أدى إلى مقتل نحو 52 شخصًا بينهم أطفال، فيما اعتقلت الشرطة 8 أشخاص لصلتهم بالحريق.
