الخميس 19 Sep / September 2024

من الهمشري إلى عيّاش.. "بيجر" ينضمّ لتاريخ طويل من الاتصالات القاتلة

من الهمشري إلى عيّاش.. "بيجر" ينضمّ لتاريخ طويل من الاتصالات القاتلة

شارك القصة

لإسرائيل تاريخ طويل في استخدام الهواتف والتقنيات الأخرى لاغتيال أعدائها - رويترز
لإسرائيل تاريخ طويل في استخدام الهواتف والتقنيات الأخرى لاغتيال أعدائها - رويترز
لطالما استخدمت إسرائيل المتهمة الوحيدة في هجوم "بيجر" في لبنان، الهواتف وتقنيات حديثة أخرى لتعقّب أعدائها وقتلهم.

يُعرف الجواسيس الإسرائيليون بتاريخ طويل يمتدّ لعقود في استخدام الهواتف والتقنيات الأخرى لتتبّع أعدائهم ومراقبتهم وحتى اغتيالهم.

وعام 1972، قام عملاء الموساد بتفجير الهاتف الذي يستخدمه محمود الهمشري، ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في شقته بالعاصمة الفرنسية باريس، ما أدى إلى فقدانه ساقه واستشهاده لاحقًا.

أما في عام 1996، فقد اغتال الشاباك الإسرائيلي المسؤول عن صنع القنابل في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يحيى عياش، عبر هاتف محمول من طراز "موتورولا ألفا"، تمّ تفخيخه بنحو 50 غرامًا من المتفجّرات.

وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية عن مسؤولين استخباريين سابقين قولهم إنّ هذه الحالات تُعتبر "نجاحات نموذجية، حيث خدمت الهواتف عدة أهداف منها: مراقبة الهدف قبل الاغتيال، وتحديد هوية الهدف والتأكد منها أثناء عملية الاغتيال؛ وزرع العبوات الناسفة الصغيرة في الأجهزة".

ومع انفجار مئات أجهزة "بيجر" فجأة في مختلف أنحاء لبنان بعد ظهر أمس الثلاثاء، تحوّلت الاتهامات على الفور إلى إسرائيل "القوة الإقليمية الوحيدة التي تمتلك شبكة تجسس قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم الجريء والمُعقّد والُمنسّق"، وفقًا للصحيفة.

ولجأ "حزب الله" إلى استخدام أجهزة "بيجر" لتجنّب المراقبة الإسرائيلية، باعتبار الهواتف الذكية أداة تجسّسية.

ويفتقر "بيجر" إلى إمكانيات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والميكروفونات أو الكاميرات، ما يجعل اختراقه من الناحية النظرية أكثر صعوبة من الهواتف الذكية، إلى جانب عدم توقّع سيناريو انفجار الأجهزة بهذه القوة.

استبعاد سيناريو الاختراق السيبراني

واستبعد مسؤولان إسرائيليان سابقان مختصّان في اختراق الاتصالات وعلى اطلاع على العمليات الأخرى المشابهة لإسرائيل، في حديث لصحيفة فايننشال تايمز"، سيناريو الهجوم الإلكتروني.

وأوضحا أنّ أجهزة "بيجر لا تحتوي عادة على بطاريات كبيرة بما يكفي لتنفجر بقوة كافية لإحداث الإصابات التي تعرّض لها اللبنانيون في انفجار الأجهزة أمس الثلاثاء".

وفي هذا الصدد، قال أحد المسؤولين الإسرائيليين إنّ أحد الاحتمالات هو أنّ المتفجّرات كانت مخبأة داخل البطاريات نفسها، وهي حيلة قديمة كانت وكالات الاستخبارات الإسرائيلية والغربية تخشى أن تُنفّذ على متن طائرات الركاب التجارية، وهو ما يدفع أمن المطارات للطلب من المسافرين تشغيل أجهزة الكمبيوتر المحمولة الخاصة بهم، والتأكد من عمل الشاشات والبطاريات، وعدم استبدال حجرة البطارية بالمتفجّرات.

كما اعتبر المسؤول الثاني، الذي عمل في عمليات التخريب السيبراني الإسرائيلية السابقة، أنّه كان من السهل نسبيًا ابتكار بطارية ليثيوم فعّالة تحتوي على شحنة متفجّرة صغيرة بداخلها.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - ترجمات
تغطية خاصة