يبحث رجال الإنقاذ عن خمسة أشخاص على الأقل فُقدوا في الحريق المدمر ديكسي الذي يستعر حاليًا في غرب الولايات المتحدة الأميركية، حيث واصل تقدمه السريع.
ودمر "ديكسي"، وهو أكبر حريق تشهده الولايات المتحدة حاليًا، وثالث أكبر حريق في تاريخ كاليفورنيا، هذا الأسبوع متاجر ومنازل في مدينة غرينفيل الصغيرة وفي بلدة كانيوندام.
وأتى الحريق على 180 ألفًا و782 هكتارًا في أربع مقاطعات حتى الآن، منذ اندلاعه منتصف يوليو/ تموز.
وقالت إدارة الإطفاء في كاليفورنيا على موقعها الإلكتروني إنه تم احتواء الحريق بنسبة 21% فقط، وأصيب ثلاثة رجال إطفاء بجروح خلال عمليات تطويق الحريق.
وقال مكتب مأمور مقاطعة بلوماس: إنّ هناك خمسة أشخاص على الأقل يُعتبرون في عداد المفقودين في غرينفيل، مؤكدًا أن البحث عنهم جارٍ.
وعلى الرغم من الأوامر المتكررة بإخلاء المنازل التي أطلقتها السلطات، أصر بعض السكان على مكافحة الحريق بأنفسهم.
وتشهد الأحوال الجوية بعض التحسن ما يمكن أن يسهّل عمل 5 آلاف رجل إطفاء يكافحون بلا توقف الحريق الذي يمتد على مساحة تفوق مساحة مدينة لوس أنجلوس.
ظواهر مناخية خاصة
وأفاد جيك كاغل أحد مسؤولي الإطفاء بكاليفورنيا أن وحدات الإطفاء تواصل العمل حول سيلفر ليك، الموقع القريب الذي يرتاح فيه رجال الإطفاء من حين إلى آخر.
وأضاف في تصريح لصحافيين إنه يتوقع أن يشهد، اليوم الأحد، وضعًا مماثلًا لما كان عليه السبت، ومعتدلًا إلى حد ما.
وكان الحريق ديكسي قد اجتاح ليل الأربعاء الخميس غرينفيل التي يبلغ عدد سكانها نحو 800 نسمة.
وأصبح "ديكسي" كبيرًا إلى درجة أنه يولد ظواهر مناخية خاصة به، بما في ذلك صواعق، ما يزيد من غموض مساره.
وتشير تحقيقات أولية إلى أن الحريق قد يكون ناجمًا عن سقوط شجرة على خطوط الطاقة.
The Dixie Fire ravaged Greenville, a small Northern California town, on Wednesday, leaving its main street in rubble and stretches of the community unrecognizable. https://t.co/fw0OrcqM8r pic.twitter.com/f6p65C3aGT
— The New York Times (@nytimes) August 5, 2021
وبدت غرينفيل محترقة ومدمرة الجمعة بعد انهيار منشآت خشبية بالكامل وتحوّل بعض المباني الحجرية إلى أنقاض.
ويكافح أكثر من 5 آلاف إطفائي الحريق الذي يرسل سحبًا هائلة من الدخان يمكن رؤيتها بسهولة من الفضاء.
وأدت الرياح، إضافة إلى وجود تضاريس شديدة الانحدار ووفرة في الغطاء النباتي الجاف، إلى تغذية ألسنة اللهب، ما يصعّب مهمة رجال الإطفاء.
تاريخ حافل بالحرائق
وشهدت غرينفيل في السابق كوارث عدة، حيث دمر حريق هائل جزءًا كبيرًا من المدينة عام 1881، وهددت حرائق كثيرة خطرة السكان على مدار 140 عامًا.
وتعود هذه الخطوط لـ"باسيفيك غاز آند إلكتريك"، وهي شركة خاصة مسؤولة عن حريق "كامب فاير" الذي أتى تقريبًا على بلدة برادايس وأودى بحياة 86 شخصًا في 2018.
وحتى نهاية يوليو، دمرت النيران في كاليفورنيا مساحة أكبر بنسبة 250% من المساحة التي أتت عليها الحرائق في 2020 الذي صنف بأنه أسوأ عام للحرائق في تاريخ الولاية الحديث.
وتذكّر نيران "ديكسي فاير" بحريق بارادايس في 2018، أخطر حريق عرفته كاليفورنيا في السنوات الأخيرة.