سادت حالة من الحزن والغضب اليوم السبت في جنين شمال الضفة الغربية المحتلة، بعد إعلان الاحتلال الإسرائيلي إلقاء القبض على 4 من الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع.
وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت فجر اليوم السبت، الأسيرَين زكريا الزبيدي (46 عامًا) من مخيم جنين، ومحمد عارضة (39 عامًا) من بلدة عرابة، قرب بلدة الشبلي أم الغنم على سفوح جبل طابور في الجليل الأسفل في مرج ابن عامر.
وجاء ذلك بعد ساعات من اعتقال الأسيرَين محمود العارضة ويعقوب قادري.
"نكبة جديدة"
وقال مراسل "العربي" عميد شحادة من مخيم جنين مسقط رأس الأسير زكريا زبيدي: إن الحزن يعم محافظة جنين، لا سيما عائلة الأسير زبيدي التي ترفض الحديث مع أحد من شدة الحزن على نجلها.
وأشار إلى أن هناك دعوات من أهالي جنين للاحتشاد بعد صلاة المغرب، والتوجه إلى بيوت الأسرى للتضامن معهم.
ونقل المراسل عن عائلة يعقوب غوادرة في بلدة بير الباشا قولها: إن ما حصل يشبه النكبة.
ولفت شحادة إلى أن هناك عائلات ما زالت تنتظر مصير أبنائها، لا سيما أن هناك أسيرين لم يلق الاحتلال القبض عليهما، مشيرًا إلى أن إسرائيل نشرت فرق مشاة في جبال منطقة يعبد مسقط رأس الأسير الذي لا يزال حرًا مناضل نفيعات.
ما مصير الأسرى الأربعة؟
وحول مصير الأسرى الأربعة الذين تم إلقاء القبض عليهم من قوات الاحتلال، قال محمد دحلة المحامي والباحث المتخصص في شؤون القدس: إن "الحكم القديم المفروض عليهم سيبقى ساري المفعول، وسيعودون إلى السجون لقضاء فترة حكمهم".
وأضاف في حديث إلى "العربي" من القدس، أنه من المنتظر أن يتم تقديم لائحة اتهام في حق الأسرى الذين ألقي القبض عليهم بعد فرارهم من سجن جلبوع، وأن هيئة السجون الإسرائيلية ستقوم بفرض عقوبات أخرى عليهم.
كما أشار إلى تدهور ظروف اعتقال الأسرى الأربعة، من خلال معاقبتهم وعزلهم، بالإضافة لمنعهم من لقاء محاميهم وفقًا لقوانين إسرائيلية.
وأضاف دحلة أن الاحتلال قد يقدم لائحة اتهام جديدة بحق الأسرى الأربعة وفرض عقوبة إضافية على العقوبة الصارمة المفروضة بحقهم، وحرمانهم من الكثير من الحقوق البسيطة، ومنعهم من الزيارات.
ولفت إلى أن جهاز الشاباك الإسرائيلي يحاول الحصول على أكبر كم من المعلومات من الأسرى الذين تم اعتقالهم، قد تفيد أجهزة الاحتلال في الوصول إلى الأسيرين الفارين، من خلال تعقب أثارهم أو معرفة مخططاتهم.