الإثنين 16 Sep / September 2024

حسم الجدل.. ما الذي تسبب بانقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة؟

حسم الجدل.. ما الذي تسبب بانقراض الديناصورات قبل 66 مليون سنة؟

شارك القصة

كويكب كربوني من أطراف النظام الشمسي هو الذي قضى على الديناصورات
كويكب كربوني من أطراف النظام الشمسي هو الذي قضى على الديناصورات - غيتي
ارتطم كويكب يتراوح قطره 15 كيلومترًا بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، محدثًا كارثة أبادت نحو ثلاثة أرباع الكائنات الحية على وجه الأرض انقرضت خلالها الديناصورات.

حسم تحليل علمي جديد أخيرًا الجدل حول طبيعة الكويكب الذي اصطدم بالأرض قبل 66 مليون سنة، بعدما أظهر أن هذا الجسم الفضائي نشأ في منطقة أبعد من موقع كوكب المشتري في النظام الشمسي الخارجي.

فقد ارتطم كويكب يتراوح قطره بين 10 و15 كيلومترًا بشبه جزيرة يوكاتان في المكسيك، محدثًا كارثة أبادت نحو ثلاثة أرباع الكائنات الحية على وجه الأرض انقرضت خلالها الديناصورات.

حينها، تحول الكويكب بفعل الاصطدام إلى غبار تناثر في جميع أنحاء العالم وما زال موجودًا في العالم على شكل ترسبات، في طبقة طينية. 

كوكب كاربوني أباد الديناصورات

وبناء على دراسات حديثة أجريت على تركيبة الحطام، تبين للعلماء أن الجسم الذي ارتطم بالأرض كان كويكبًا كربونيًا، ويشار إليه بالنوع "سي"، وسُمي بهذا الاسم بسبب تركيز الكربون العالي فيه. 

واستبعدت الدراسة أن يكون الجسم الذي ارتطم بالأرض مذنبًا، أو أن طبقة الحطام قد تشكلت نتيجة للنشاط البركاني، كما كان يفترض البعض.

وقال عالم الكيمياء الجيولوجية ماريو فيشر جوده من جامعة كولونيا في ألمانيا والمؤلف الرئيسي للدراسة التي نشرت الخميس في مجلة ساينس: "حسم مقذوف انطلق من أطراف النظام الشمسي مصير الديناصورات".

وهيمنت الديناصورات على الأرض لفترة طويلة، لكنها باستثناء سلالة الطيور منها، انقرضت بعد هذا الارتطام.

عينات من الطبقة الطينية الغنية بالمعادن التي نتجت بعد التحطم - رويترز
عينات من الطبقة الطينية الغنية بالمعادن التي نتجت بعد التحطم - رويترز

وانقرضت أيضًا الزواحف الطائرة المعروفة باسم التيروصورات، والزواحف البحرية الكبيرة وغيرها من الكائنات البحرية ومن بينها أنواع من العوالق البحرية.

طبقة طينية غنية بالمعادن

ونتج عن الاصطدام الذي وقع في نهاية العصر الطباشيري، حفرة تشيكشولوب التي يبلغ طول قطرها 180 كيلومترًا وعمقها 20 كيلومترًا.

والطبقة الطينية التي نتجت عن تحطم الكويكب غنية بمعادن الإيريديوم والروثينيوم والأوزميوم والروديوم والبلاتين والبلاديوم، وهي معادن نادرة على الأرض لكنها شائعة في الكويكبات.

وركز الباحثون على الروثينيوم، وتحديدًا نسبة نظائره الموجودة في الطبقة الطينية، أي الذرات من نفس العنصر ذات كتل مختلفة قليلًا بسبب اختلاف أعداد النيوترونات. 

وللروثينيوم 7 نظائر، 3 منها مهمة بشكل خاص في النتائج، وتطابقت نسب نظائر الروثينيوم مع النسب في كويكبات كربونية أخرى معروفة.

حول هذا الأمر، أوضح عالم الجيولوجيا والمؤلف المشارك في الدراسة ستيفن جودريس من جامعة فريجي في بروكسل ببلجيكا أن "الروثينيوم مفيد بخاصة في هذا السياق لأن نسبة النظائر في الطبقة الطينية تتكون بالكامل تقريبًا من روثينيوم الجسم المصطدم.. ويظهر في الروثينيوم تركيبات مميزة لنظائر موجودة في مواد النظام الشمسي الداخلي والخارجي".

والكويكبات من النوع "سي" هي من أقدم الأجسام في النظام الشمسي، ومن أكثر أنواع الكويكبات شيوعًا، تليها الكويكبات الحجرية من النوع "إس" والكويكبات المعدنية النادرة من النوع "إم". 

وينشأ اختلاف التركيبات بين الكويكبات عن مدى بعدها عن الشمس عندما تشكلت.

وقام الباحثون بتحليل عينات من الحطام الناجم عن 5 كويكبات أخرى اصطدمت بالأرض في وقت يرجع لما بين 37 و470 مليون سنة، ووجدوا أنها جميعًا كانت من النوع "إس"، مما يوضح ندرة الارتطام بالكويكبات الكربونية.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
Close