Skip to main content

حصار وعقاب جماعي.. ما أهداف إسرائيل غير المعلنة من عملية الضفة؟

السبت 31 أغسطس 2024
أحرق جيش الاحتلال سوق الحسبة في مدينة جنين المخصص لبيع الخضروات شمالي الضفة الغربية- الأناضول

يوم رابع يكتمل من العدوان الإسرائيلي المتواصل على مدن الضفة الغربية، وسط انفجارات واشتباكات في جنين ومخيمها، وعلى وقع إعلان تل أبيب توسيع عملياتها في المدينة الملتهبة.

والسبت، دفع الاحتلال بقوات جديدة لإحكام الحصار على مستشفى جنين الحكومي، ومنع الطواقم الطبية من القيام بمهامها، وحتى من انتشال الشهداء من الشوارع.

وأحرق جيش الاحتلال سوق الحسبة، واستخدم الفلسطينيين دروعًا بشرية خلال عملياته في حي الدمج في جنين، بينما وقعت قواته في كمين عسكري للمقاومة.

وحدث هذا بالتوازي مع قيام القوات الإسرائيلية بتخريب متعمّد وتجريف واسع لكل ما يتّصل بالحياة وتفاصيلها في المدينة.

بدورها، دخلت مدينة الخليل دائرة المواجهة عقب تنفيذ عمليتين في غوش عتصيون وكرمي تسور، مع إعلان حركة "حماس" أنّ الحدث في الخليل تأكيد لاستمرار المقاومة طالما استمر العدوان.

وأغلق الاحتلال الإسرائيلي كل مداخل مدينة الخليل وحوّلها إلى سجن كبير، وفقًا لما قاله رئيس بلديتها نضال عبيدي في حديث إلى "التلفزيون العربي"، مع تنفيذ اعتقالات واقتحامات في أحياء مختلفة منها، وفرض قيود مشدّدة على الحرم الإبراهيمي.

ويتدحرج المشهد في الضفة الغربية، حيث كشف موقع "واللا" الإسرائيلي قيام جيش الاحتلال باعتقال أكثر من 5 آلاف فلسطيني في مدن الضفة بالتزامن مع بدء الحرب على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما أعلن جيش الاحتلال مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 3 آخرين خلال الاشتباكات بمخيم جنين. 

وتزامن هذا مع إجراء رئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي تقييمًا أمنيًا مع قادة القيادات الإقليمية وقادة هيئة الأركان، مؤكدًا أنّ ما وصفها بـ"مناطق التماس" تشهد أعمالًا وضعها هاليفي في إطار "الدفاع".

وهو ما يُبرز الإستراتيجية الإسرائيلية القائمة على فكرة التصعيد والردع، من خلال تصوير العمليات العسكرية بأنّها ضرورية لضمان الأمن ومنع أي هجمات محتملة من الفلسطينيين.

صراع إسرائيلي على قتل أكبر عدد من المدنيين

وفي هذا الإطار، أوضح رئيس بلدية جنين نضال عبيدي، أنّ جنين تُعاني منذ أكثر من سنتين من ممارسات الاحتلال الحاقدة، لكنّ جيش الاحتلال يفشل في كل مرة في تحقيق أهدافه المعلنة.

وقال عبيدي في حديث إلى "التلفزيون العربي" من جنين، إنّ الاحتلال يقتل المدنيين في المخيم أكثر من قتلها لمن تسمّيهم بـ"المطلوبين".

وأشار إلى صراع محموم داخل الأروقة الإسرائيلية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير ووزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش، حول أي منهم يقتل أكبر عدد من المدنيين الفلسطينيين وأي منهم يُرضي المستوطنين أكثر.

وأشار إلى الدعم الأميركي الكبير للكيان المحتلّ في كافة إجراءاته الاستعمارية والاستيطانية والدموية.

إستراتيجية "جزّ العشب" ومحاولة تأليب الحاضنة

بدوره، اعتبر الأكاديمي والباحث السياسي المختصّ بالشأن الإسرائيلي أشرف بدر أنّ الاحتلال الإسرائيلي ينظر إلى مدينة الخليل على أنّها خزّان بشري وذخيرة بشرية للمقاومة، حيث انطلقت منها عمليات استشهادية ضدّ الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الاحتلال.

وأشار بدر في حديث إلى "التلفزيون العربي" من الخليل، إلى الجهود الإسرائيلية الدائمة لتنفيذ إستراتيجية "جزّ العشب" بمعنى تنفيذ مداهمات مستمرة شبه يومية يتمّ خلالها اعتقال وتصفية أي احتمال لتشكّل خلايا للمقاومة داخل الخليل أو في جبل الخليل.

وأوضح أنّ ما يحصل الآن في الخليل هو عبارة عن حصار خانق وسياسة عقاب جماعي ومحاولة لتأليب الحاضنة الشعبية على المقاومة.

"احتلال جديد" للضفة الغربية

من جهته، رأى الباحث في مركز مدى الكرمل الدكتور مهند مصطفى أنّ عمليات الاحتلال في الضفة الغربية مستمرّة منذ عام 2021، بينما تصبّ قوات الاحتلال منذ عام 2001 كل جهدها العسكري والأمني على الضفة في محاولة لتدمير البنية التحتية لأي إمكانية لتطوّر النظام الفلسطيني في هذه المناطق.

وقال مصطفى في حديث إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، إنّ مناطق الضفة هي مركز المشروع الصهيوني الذي يبدأ بالاستيطان ثمّ ضمّ الضفة الغربية.

ورأى أنّه من هذا المنطلق هناك هدف سياسي واضح للعملية الحالية في الضفة الغربية، مضيفًا أنّ هذه العمليات هي جزء من "احتلال جديد" للضفة الغربية على غرار محاولة "الاحتلال الجديد" في قطاع غزة.

وأوضح أن إسرائيل تسعى للعودة إلى فترة ما قبل اتفاق أوسلو سواء في غزة أو الضفة الغربية، مع فارق وحيد وهو أن لا تتحمّل إسرائيل مسؤولية المدنيين والسكان الفلسطينيين في المناطق التي تحتلّها.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة