فاز الأسطورة ليونيل ميسي قائد منتخب الأرجنتين بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم للمرة الثامنة، أمس الإثنين، ليمدد رقمه القياسي، بعد تفوقه على النرويجي إيرلينغ هالاند أفضل لاعب في أوروبا، والفائز بالثلاثية مع مانشستر سيتي.
ولعب ميسي نجم إنتر ميامي، الذي فاز بهذه الجائزة لآخر مرة في 2021، دورًا محوريًا في قيادة الأرجنتين لنيل أول ألقابها في كأس العالم منذ 36 عامًا في قطر العام الماضي، ما جعل اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا يتفوق الآن بثلاث كرات ذهبية على منافسه كريستيانو رونالدو الذي فاز بآخر ألقابه الخمسة في 2017.
وبذلك يكون ميسي قد احتل مركزًا بين الثلاثة الأوائل 14 مرة إجمالًا خلال مسيرته وهو رقم قياسي. كما احتل المركز الثاني في خمس مناسبات.
وحدهما لاعبان فقط خرقا سيطرتهما منذ أن حصل رونالدو على أول جائزة له في عام 2008 حيث نالها الكرواتي لوكا مودريتش في عام 2018 وبنزيما العام الماضي بعد موسم رائع مع ريال مدريد الإسباني.
"لا أفكر في مونديال 2026"
ميسي قال خلال حفل تسليم الكرة الذهبية لوكالة "رويترز": "لم أكن أتخيل أن أحظى بهذه المسيرة الرائعة مع كل ما حققته من إنجازات والحظ الذي خدمني باللعب مع أفضل فريق في العالم، أفضل فريق في التاريخ. من الرائع الفوز بهذه الجوائز الفردية، لقد كان الفوز بكأس كوبا أميركا وبعدها كأس العالم أمر مذهل".
وأضاف بطل العالم: "كل جوائز (الكرة الذهبية) التي حصلت عليها تحمل مكانة خاصة لأسباب مختلفة، أنا سعيد لنيل هذا التقدير الذي حصلت عليه بفضل ما حققناه (جميعًا كلاعبين) مع المنتخب الوطني، فلقب كأس العالم الذي كنا نهدف إليه لسنوات عديدة يجعل الأمر أكثر خصوصية".
وردًا على سؤال عما إذا كان سيستمر حتى كأس العالم 2026، قال ميسي: "لا أفكر في ذلك الأمر. سأستمتع (بمسيرتي) يومًا بيوم كما ستكون هناك بطولة كوبا أميركا أولًا في الولايات المتحدة (عام 2024). أما (كأس العالم)، فلا أفكر في الأمر حاليًا".
واحتل ميسي، الذي حقق الكرة الذهبية لأول مرة في مسيرته في 2009 وحصل على أربع كرات ذهبية على التوالي حتى 2012، المركز الثاني خلف هالاند في جوائز الاتحاد الأوروبي (اليويفا) للأفضل في أغسطس/ آب.
وكان هالاند، البالغ من العمر 23 عامًا، أحد أبرز المرشحين للحصول على الكرة الذهبية الأولى له بعد تسجيله 52 هدفًا في 53 مباراة بجميع المسابقات الموسم الماضي، حيث فاز سيتي بدوري أبطال أوروبا والدوري الإنكليزي الممتاز وكأس الاتحاد الإنكليزي.
لكن مسيرة الأرجنتيني ميسي الخيالية في مونديال قطر، حيث حصل على الكرة الذهبية لأفضل لاعب والحذاء الفضي (سبعة أهداف وثلاث تمريرات حاسمة) ساعدته على التفوق على المهاجم النرويجي للحصول على الجائزة.
هالاند ومبابي
وكانت كأس العالم هي البطولة الكبرى الوحيدة التي تراوغ ميسي، حيث عوضت الأرجنتين خسارتها في نهائي 2014 أمام ألمانيا بينما أصبح في مارس/ آذار ثالث لاعب في التاريخ يسجل 100 هدف دولي.
وفاز ميسي أيضًا بلقب الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، قبل أن ينتقل إلى إنتر ميامي حيث ساعد الفريق المنافس في الدوري الأميركي للمحترفين على الفوز بكأس الدوري الأميركي-المكسيكي، وهو أول لقب كبير في تاريخ الفريق.
وقد يكون يكون تتويج الإثنين الأخير لميسي الذي يلعب حاليًا في بطولة أقل تنافسية بكثير، وبالتالي سيفسح المجال أمام الشباب للمنافسة عليها خصوصًا الفرنسي كيليان مبابي، وهالاند.
وحل مبابي ثالثاً خلف ميسي بعدما أنهى مهاجم سان جرمان نسخة المونديال الأخير بجائزة أفضل هداف برصيد ثمانية أهداف بينها ثلاثية في المباراة النهائية. ومع ذلك، فشل، إلى جانب ميسي والبرازيلي نيمار، في قيادة سان جرمان إلى قمة القارة العجوز والظفر بلقب مسابقة دوري الأبطال.
أفضل لاعبة في العالم
نسائيًا، نالت آيتانا بونماتي لاعبة برشلونة ومنتخب إسبانيا جائزة أفضل لاعبة في العالم في حفل توزيع جوائز الكرة الذهبية في باريس، بعد أن قادت منتخب بلادها للفوز بكأس العالم للسيدات، كما حصدت كل الألقاب الممكنة مع برشلونة الذي نال جائزة أفضل فريق نسائي في العالم.
ومنح نجم التنس الصربي نوفاك ديوكوفيتش الجائزة للاعبة الإسبانية التي قالت في الحفل: "كان عامًا استثنائيًا لنا. هي جائزة فردية لكن لعبتنا جماعية في الأساس. أتوجه بالشكر للأندية التي لعبت لها. شكرًا للعائلة والأصدقاء". وحصدت بونماتي (25 عامًا) دوري أبطال أوروبا والدوري الإسباني مع برشلونة.
وفي الحفل أيضًا، نال الإنكليزي جود بلينغهام لاعب ريال مدريد جائزة أفضل لاعب شاب (تحت 21 عامًا) في العالم. كما حصل البرازيلي فينيسيوس جونيور على جائزة سقراطيس للعمل الإنساني خارج الملاعب.
وفاز الأرجنتيني إيميليانو مارتينيز بجائزة ليف ياشين لأفضل حارس مرمى، ونال النرويجي إيرلينغ هالاند جائزة غيرد مولر لأفضل هداف لعام 2023، كما حصل فريقه، مانشستر سيتي على جائزة أفضل فريق بعد الفوز بالثلاثية التاريخية.