الأربعاء 4 Sep / September 2024

حفرة الموت في تلعفر.. انتشال رفات العشرات من شق جيولوجي ضخم

حفرة الموت في تلعفر.. انتشال رفات العشرات من شق جيولوجي ضخم

شارك القصة

تقع حفرة علو عنتر في منطقة تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترًا غرب مدينة الموصل - إكس
تقع حفرة علو عنتر في منطقة تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترًا غرب مدينة الموصل - إكس
تقع حفرة علو عنتر التي تم منها انتشال جثامين عشرات الضحايا في منطقة تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترًا غرب مدينة الموصل.

انتشلت السلطات العراقية رفات 139 شخصًا من شق جيولوجي طبيعي ضخم يبدو أن تنظيم الدولة استخدمه سابقًا لإلقاء ضحاياه فيه خلال سيطرته على محافظة نينوى في شمال العراق.

وتقع حفرة علو عنتر في منطقة تلعفر على بعد نحو 70 كيلومترًا غرب مدينة الموصل، التي شكلت "عاصمة" التنظيم المتطرف خلال فترة سيطرته الدامية.

ولا يعرف عدد الجثث التي تم إلقاؤها في الحفرة، لكن جهود البحث عن مزيد من الضحايا لا تزال مستمرة.

وفي هذا السياق، أوضح ضياء كريم، مدير قسم المقابر الجماعية في مؤسسة الشهداء، وهي مؤسسة حكومية مكلفة بالعثور على المقابر الجماعية والتعرف على الرفات أنه "تم رفع رفات 139 ضحية بينهم شباب وفتيان ونساء وذكور" حتى الساعة.

من هم ضحايا حفرة الموت؟

وأضاف كريم: "الضحايا بحسب إفادات شهود عيان هم من الأيزيديين والتركمان الشيعة وبعض سكان الموصل في هذه المنطقة والذين كانوا ضمن القوات الأمنية".

ولفت إلى أن مقتلهم يعود "بحسب الإفادات لفترة سيطرة تنظيم الدولة"، وربما إلى فترة وجود تنظيم القاعدة في المنطقة.

وفي العراق، لحقت الهزيمة بالتنظيم في عام 2017، لكن مقاتليه ما زالوا يشنون هجمات بانتظام على الشرطة والجيش والوحدات شبه العسكرية التابعة للدولة العراقية.

وخلال سنوات سيطرته على مناطق واسعة امتدت بين العراق وسوريا، بث مقاتلو التنظيم الرعب، وحوّلوا حياة الناس إلى جحيم، فنفّذوا إعدامات بقطع الرأس وفرضوا عقوبات بقطع أصابع المدخنين أو أيدي السارقين وجعلوا من نساء الأقلية الأيزيدية "سبايا" ودمّروا كنائس وجوامع ومتاحف.

وأوضح أحمد الأسدي من "مؤسسة الشهداء" أنه "لم يتم دفن الضحايا بل تم إلقاؤهم" في حفرة علو عنتر، التي يراوح عمقها بين 12 و42 مترًا.

وأضاف أن بعض الضحايا قتلوا "بالرصاص وآخرين ذبحًا"، كما عثر على بعضهم في أكياس.

ولفت إلى أن بعض الملابس تشير إلى أنهم ربما كانوا من الأيزيديين والتركمان، كما عثر على جثث بلباس برتقالي من النوع الذي كان يرتديه الرهائن لدى التنظيم.

ونقلت الجثث المستخرجة من الحفرة إلى دائرة الطب الشرعي سعيًا للتعرف على هويات أصحابها عبر فحوص الحمض النووي.

توثيق جرائم تنظيم الدولة

وأبلغ عن وجود ضحايا في الحفرة بعدما استعادت القوات العراقية السيطرة على المنطقة عام 2017، لكن العمل على انتشال الجثث بدأ في مايو/ أيار الفائت.

ويُعتقد أن حفرة مماثلة أكبر حجمًا تُعرف باسم "الخسفة" في شمال العراق تحتوي على جثث العديد من ضحايا التنظيم.

كما تم استخدام حفرة بعمق 50 مترًا في شمال سوريا موقعا لرمي الجثث خلال حكم التنظيم، وفقًا لتقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش العام 2020.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن تنظيم الدولة ترك خلفه أكثر من 200 مقبرة جماعية يرجح أنها تضم نحو 12 ألف جثة.

قبل عشرة أعوام، شكّلت الموصل عاصمة "الخلافة" التي أعلنها تنظيم الدولة بعد اجتياحه مناطق واسعة في سوريا والعراق نشر فيها القتل والدمار.

وفي العاشر من يونيو/ حزيران 2014، سيطر التنظيم على الموصل في محافظة نينوى في شمال العراق، وأعلن منها بعد 19 يومًا "الخلافة الإسلامية".

وأطلّ الزعيم الأسبق للتنظيم أبو بكر البغدادي علنًا للمرّة الأولى من جامع النوري الكبير في الموصل، مقدّمًا نفسه على أنه "أمير المؤمنين"، في لحظة لا تزال محفورة في ذاكرة كثيرين.

تابع القراءة
المصادر:
وكالات

الدلالات

Close