يبدو مظهر دار العجزة في فرنسا جميلًا من الخارج، لكن ما يحدث بداخله يشي بالرعب ولا يخطر على بال أحد.
فالنزلاء يعانون من انتهاكات بالجملة، تتمثل في حصولهم على وجبات طعام غير كافية ومشكلات في النظافة مثل عدم توفير ما يكفي من الحفاضات، إضافة لغياب العناية وخاصة مع من يعانون من اضطرابات ذهنية، فضلًا عن التمييز بين النزلاء بحسب طبقاتهم الاجتماعية.
وقد نشر هذه التفاصيل الصحافي الفرنسي فيكتور كاستينا في كتاب بعنوان "حفارو القبور" حول مجموعة أوربيا المالكة لدور المسنيين وأحدث الأمر موجة غضب عارمة في البلاد.
عقوبات مشددة
ويقول غابرييل أتال، الناطق باسم الحكومة الفرنسية، إن التفاصيل التي تضمنها هذا الكتاب تبعث على القلق وإذا ثبتت صحتها فإن عقوبات مشددة ستكون في حق الذين تسببوا في هذا الاهمال.
وعلى الجهة المقابلة، حاولت مجموعة أوربيا تخفيف حدة الاتهامات ونفي الادعاءات الموجهة إليها ووصفتها بالأكاذيب المتحيزة، في حين أقالت مدير المجموعة بشكل فوري.
ويقول فيليب شارييه، وهو المدير التنفيذي لمجموعة أوربيا: "نقوم بتفعيل تحقيقات داخلية للتثبت من تلك التجاوزات وسنوافيكم بكل التحقيقات التي أجريناها".
كما انتقل النشاط من المنابر الإعلامية إلى قبة البرلمان بعدما أجمعت كل الأطياف السياسية وأعضاء الحكومة على فظاعة ما يجري في دور المسنين التي تديرها مجموعة أوربيا، حيث تعهدت الحكومة أمام النواب بتتبع القضية والكشف عن المخالفات كافة.
وقالت بريجييت بورغينيون وهي الوزيرة المنتدبة لشؤون المسنيين وذوي الإعاقة: "سنقوم بتحقيقين معمقين يستهدفان مجموعة أوربيا برمتها وليس فقط دار المسنين التي تحدث عنها كتاب "حفارو القبور" للوقوف على الانتهاكات.
وكانت تقارير استقصائية أُخرى قد أفادت في وقت سابق بأن مجموعة أوربيا لدور رعاية المسنين في فرنسا قدّمت على مر عقود من الزمن مصلحتها الربحية على رفاهية المسنيين وراحتهم.
واستثار هذا الملف أيضًا مسؤولين حقوقيين ومنظمات مدافعة عن الحياة الكريمة حيث دقوا ناقوس الخطر منذ فترة بشأن أوضاع المسنين في دور الرعاية التي باتت تستدعي بحسب رأيهم تحركًا سريعًا لاحتواء الانتهاكات في حق فئة مستضعفة من المجتمع الفرنسي.
