أعلنت اللجنة المركزية في درعا جنوبي سوريا، التوصّل إلى اتفاق جديد مع قوات النظام السوري برعاية روسية لوقف الحملة العسكرية التي يشنّها النظام على عدد من أحياء المدينة.
من جهتها، ذكرت وكالة "سانا" للأنباء التابعة للنظام السوري إنّ عملية تسليم الأسلحة وتسوية أوضاع من وصفتهم بـ"مسلحي درعا" بدأت.
جاء ذلك بعدما ضاق الخناق على مدينة درعا، وأحكِم الحصار على أحيائها التي تحصّن داخلها مقاتلو المعارضة السورية، وكُثّف القصف براجمات الصواريخ المتوسطة وبقاذفات الطائرات الحربية.
هل يصمد الاتفاق في درعا؟
سقط من الجهتين قتلى على مدى أيام، وفي النهاية أبرِم الاتفاق الذي فاوضت من خلاله المعارضة مرّة أخرى النظام السوري، لكنّ لا أحد يضمن بالضرورة أنّه سيصمد.
لثلاثة أيام سيتوقف إطلاق النار، وفي تلك الأيام أيضًا، ستدخل الشرطة العسكرية الروسية لا لضمان استمرار الهدوء فقط، بل لتثبيت واقع جديد في أحد آخر معاقل الثورة السورية في الجنوب.
وفي حال صمد الاتفاق، ستُفتَح الحواجز، ويُسحَب جنود النظام ومن يقاتل معهم من الميليشيات من محيط المدينة.
"حكاية الثورة"
هكذا، تذكّر درعا السوريين مرّة أخرى بالمسار الذي كان ينتهي عنده طموحهم في تغيير واقعهم الصعب.
فمن لم يرضَ بالبقاء تحت حكم النظام، عليه أن يستقلّ الباصات الخضر ويرحل إلى المجهول، وعليه كما يقول نصّ الاتفاق أن يتخفّف من سلاحه وأن يغادر المدينة التي باتت تضيق به، ولا تتّسع إلا للروس والنظام السوري دون غيرهما.
هكذا، رُتّب لإنهاء حملة عسكرية كانت الأشدّ على درعا منذ ثلاث سنوات وأكثر. وهكذا كانت ببساطة حكاية الثورة. يخرج الناس للتظاهر، يُقمَعون، تندلع المواجهة، يُرمى الطرف الآخر بالإرهاب، يواصل النظام القصف والتجويع والحصار، ثمّ يتدخّل الروس لإدارة الصراع، ويدخلون المدن التي ما عاد أهلها يعرفون ملامحها.
اتفاق "غير مضمون".. ما أهميته؟
ويرى العضو في الائتلاف السوري أحمد رمضان أنّ هذا الاتفاق ليس مضمونًا من ناحية التنفيذ بالنظر إلى سعي النظام والميليشيات الإيرانية دومًا لنقض الاتفاقات التي تبرمها.
لكنّ رمضان يلفت، في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ أهمية هذا الاتفاق تنبع من كونه جاء "نوعًا من الضغط". ويتحدّث عن فشل في مسألة احتلال درعا البلد من قبل الميليشيات الإيرانية على مدى أكثر من شهرين، علمًا أنّ محاولة إيرانية جرت لقصف درعا البلد والسيطرة عليها كذلك لم تنجح.
ويلاحظ أنّ هذا الاتفاق لم يمكّن النظام من الدخول عسكريًا إلى داخل تلك المنطقة التي بقيت تحت سيطرة أهالي درعا بغضّ النظر عن وجود شرطة عسكرية روسية لضمان الأمن بشكل أو بآخر.
ويشير إلى أنّ الجانب الروسي لم يستطع توفير التغطية الجوية للنظام لأسباب عديدة منها الالتزامات التي أعطاها للأميركيين وأطراف أخرى بعدم التمكين للإيرانيين ولأن هذه المعركة كانت إيران هي التي تخوضها عبر واجهات للنظام بهدف السيطرة على درعا بالكامل.