الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

حلم لم يكتمل.. تشييع صحافية وأسيرة محررة أعدمها الاحتلال في الضفة

حلم لم يكتمل.. تشييع صحافية وأسيرة محررة أعدمها الاحتلال في الضفة

شارك القصة

خبر استشهاد شابة فلسطينية برصاص الاحتلال في مدينة الخليل (الصورة: الأناضول)
اضطر المشيعون إلى إنزال الجثمان من سيارة الإسعاف، وحمله على الأكتاف، لتجاوز بوابة حديدية على مدخل مخيم العرّوب، المحاذي لبلدتها، يغلقها الجيش الإسرائيلي.

شيّع مئات الفلسطينيين، جثمان الصحافية والأسيرة المحررة غُفران وراسنة، التي قتلها جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، جنوبي الضفة الغربية.

وانطلق موكب تشييع الشابة غُفران، من المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، إلى مسقط رأسها بلدة "شيوخ العرّوب"، شمالي المدينة.

وفي وقت سابق الأربعاء، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الشابة غُفران "استشهدت إثر إصابتها برصاصة أطلقها عليها جنود الاحتلال قرب (مخيم) العرّوب شمالي الخليل".

وتعمل الصحافية الشهيدة في إحدى محطات الإذاعة المحلية في الخليل.

وبحسب وزارة الصحة، فإن الرصاص اخترق صدر الشابة من الجهة اليسرى، وخرجت من الجهة اليمنى.

من جانبه، اتهم الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب، الفتاة، بأنها حاولت تنفيذ "عملية طعن".

واضطر المشيعون إلى إنزال الجثمان من سيارة الإسعاف، وحمله على الأكتاف، لتجاوز بوابة حديدية على مدخل مخيم العرّوب، المحاذي لبلدتها، يغلقها الجيش الإسرائيلي.

وبالتزامن مع وصول المشيعين، بادرهم الجيش الإسرائيلي بالقنابل الصوتية وبالغاز المسيل للدموع.

حلم لم يكتمل

تقول والدتها: "خرجت غفران من البيت باكرًا، للتوجه إلى مكان عملها، فلا يجوز أن يقال عنها إنها غير ملتزمة، ولكن لم يمضِ كثير من الوقت، حتى سمعنا ان الاحتلال أطلق الرصاص صوب فتاة على مدخل المخيم، ولاحقًا سمعنا أنها استشهدت، حزنّا عليها كثيرًا، ولكن لم نكن نعلم أنها ابنتي، إلا بعد أن جاءنا الخبر كالصاعقة".

وتضيف: "لم يمنع الاحتلال غفران من المرور عبر بوابة المخيم لتصل إلى عملها فقط، بل سلب حياتها، وحال دون عودتها إلى أهلها، وقضى على صحافية قبل أن تبدأ مسيرتها".

وتشير والدتها إلى أن ابنتها تعرضت لمرات عديدة لاعتداءات من قبل قوات الاحتلال، ولكن ما جرى اليوم أنهى حياتها، ووضع حدًا لحلمها الذي لم يكتمل.

وتتابع: قبل ذلك، تعرضت غفران للاعتقال وتكسير كاميرتها الخاصة من قبل الاحتلال، أثناء تغطيتها لفعاليات إحياء ذكرى انطلاق الثورة الفلسطينية، في العاشر من يناير/ كانون الثاني الماضي، وأمضت ثلاثة أشهر في المعتقل، قبل أن تصبح أسيرة محررة مطلع شهر إبريل/ نيسان الماضي.

ووفقًا لمواقع إخبارية فلسطينية، فإن الفتاة وراسنة، حاصلة على شهادة جامعية في الإعلام من جامعة الخليل، وسبق أن عملت صحافية في وسائل إعلام محلية.

وتفيد معطيات وزارة الصحة الفلسطينية أن الجيش الإسرائيلي قتل منذ مطلع العام الجاري في الضفة الغربية، بما فيها القدس وقطاع غزة 59 فلسطينيًا، بينهم 11 تقل أعمارهم عن 18 عامًا، و5 نساء.

وأدانت أوساط رسمية وحزبية ونقابية، "إعدام" الشابة "وراسنة"، محمّلةً الحكومة الإسرائيلية المسؤولية.

وكتب المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية، إبراهيم ملحم، على حسابه بموقع فيسبوك: "مثلما أعدموا (الصحافية) شيرين (أبو عاقلة) بالأمس (11 مايو الجاري)، فإنهم يعدمون اليوم خريجة الصحافة والأسيرة المحررة الشابة غفران هارون وراسنة برصاصة في الصدر".

ونقل عن رئيس الوزراء محمد اشتية إدانته "للجريمة المروّعة".

كما أدانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية "بأشد العبارات جريمة الإعدام الميداني البشعة"، واعتبرتها "امتدادًا لمسلسل طويل ومتواصل لجرائم الإعدامات الميدانية".

اعتقالات في رام الله

وفي سياق التطورات الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات بحق المواطنين الفلسطينيين، حيث اعتقلت سبعة من محافظة رام الله والبيرة بينهم أربعة أطفال.

وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا" إنّ قوات الاحتلال اعتقلت أربعة أطفال من قرية راس كركر، غربي رام الله، وهم: حمزة محمد يوسف نوفل، ومصطفى عبد اللطيف شعبان نوفل، ونصر عبد الفتاح نصر نوفل، وأحمد لؤي صالح سمحان، وجميعهم يبلغون من العمر (13 عامًا)، وهم طلبة مدرسة.

وتتزامن حملة الاعتقالات الإسرائيلية في صفوف الفلسطينيين في وقت تتواصل فيه اعتداءات المستوطنين على الأراضي الزراعية والمركبات الفلسطينيية.

ومساء الثلاثاء، قمع جيش الاحتلال فعالية شعبية سلمية نظمها ناشطون فلسطينيون لرفع العلم الفلسطيني، شمالي الضفة الغربية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close