"حياة الفلسطينيين مهمة أيضًا".. تغير لافت في موقف الديمقراطيين
يبدو الانخراط عاطفيًا مع إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية مستمرًا في صفوف الحزب الديمقراطي، ولكن بشروط مختلفة سياسيًا.
فلم يعد يقنع قواعد الحزب الشعبية الأساسُ الأخلاقي للدعم غير المشروط؛ القائم على أن بني إسرائيل كانوا مظلومين تاريخيًا، ولا سيما وهم يرون سلوك إسرائيل حينما امتلكت القوة.
مظالم الفلسطينيين
من ناحيتهم، لم يتوقع العرب الأميركيون الذين أدخلوا كلمة فلسطين على برنامج الحزب الديمقراطي للمرة الأولى قبل أربعة عقود، أن يشهدوا سؤالًا من نوع: "لمَ لا نناقش الأفكار بشأن مظالم الفلسطينيين؟"، على شاشة التلفزيون الأميركي.
فقد تغيّرت الأمور إلى حد مدهش، وفق ما أظهرته الحرب الأخيرة في غزة. ولم يعد الحديث عن مظالم الفلسطينيين قضية خاسرة لدى السياسيين الطامحين، ولا سيما الديمقراطيين منهم.
ويُعد في طليعة أسباب هذا التغيير زيادة نسبة الأقليات في الحزب الديمقراطي، ومعهم ازداد التنوع في الرؤى الخاصة بالسياسة الخارجية.
ورافقت ذلك زيادة في نسبة الشباب ذوي الميول التقدمية واليسارية في قاعدة الحزب التصويتية، بالإضافة إلى ما تركه التيار التقدمي من أثر طوال العقد الماضي بقيادة بيرني ساندرز، الذي تزايد دعمه للمخاوف الفلسطينية ووزنه السياسي داخل الحزب نفسه.
ولا يُخفى الأثر الذي تركه نمو حركات العدالة العرقية في المجتمع، التي تطالب بالعدالة الأميركية في الداخل والخارج، فإن كانت حياة السود مهمة، لمَ لا تكون حياة الفلسطينيين مهمة أيضًا؟
وفي هذا الصدد، يقول خالد صفوري، رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية الأميركية: "إن هذه المعركة ستستمر، لكن أعتقد بشكل عام أنّ هنالك أصوات أكثر شجاعة".
ويردف بالإشارة إلى "أننا بدأنا نشهد تغيرًا في المشهد السياسي الأميركي وتحديدًا في الحزب الديمقراطي".
إلى ذلك، لم يعُد السؤال اليوم يتعلق بتحوّل الموقف السياسي للديمقراطيين، بل بتوقيت تحوّل الأقوال إلى أفعال.