كشفت قناة "كان" الإسرائيلية، التابعة لهيئة البث الرسمية، أن جنديًا في جيش الاحتلال أرسل صورًا إلى إيران توثق لبطاريات القبة الحديدية.
ووقعت هذه الحادثة خلال محادثة مع حساب مزيف على فيسبوك، ظن أنه يعود لفتاة تمكنت من إغوائه.
وفي تفاصيل الرواية، جلس جندي إسرائيلي على مقعده في شاحنة الجيش التي يعمل سائقًا لها في ثكناته العسكرية، ومد ظهره للكرسي وهو يتصفح هاتفه مبتسمًا، ويبدو سعيدًا وهو يتحدث مع فتاة جميلة، تعرف عليها عبر موقع "فيسبوك".
وجعلت درجة تعلق الجندي بالفتاة لا يلاحظ فضولها عندما كانت تسأله باستمرار عن تحركاته اليومية بكل تفاصيلها، حتى إنها أحيانًا كانت تسأل عن أسرار عسكرية، ولم يمانع الرجل من إرسال صور للبطاريات المستخدمة في نظام القبة الحديدية.
جندي إسرائيلي يقع في فخ فتاة مزيفة
ولا يُعرف كم استمرت هذه العلاقة بين الجندي الإسرائيلي والفتاة الجميلة، لكن طرقًا عنيفًا على باب بيته ذات صباح قاطع محادثاتهما على الباب، حيث وجد شرطة الجيش تطالبه بمرافقتها للتحقيق معه بشأن هذه العلاقة مع هذه الفتاة التي يتواصل معها افتراضيًا.
لكن الرجل لم يخف شيئًا عن المحققين، وكان صريحًا وأيضًا متحمسًا وهو يتحدث عنها، لكن هناك حصلت المفاجأة، إذ واجهه المحققون بالحقيقة التي لم تخطر على باله وهو يراسلها، فالتي يتحدث إليها عن كل تفاصيل حياته ليست فتاة أصلاً، وليست إسرائيلية، بل عميل في الاستخبارات الإيرانية.
واتهم الجندي الإسرائيلي بتسليم صور لبطاريات القبة الحديدية لجهات أجنبية، وحكم عليه بـ10 أيام في السجن بعد محاكمته.
وأكدت قصة خداع الإيرانيين للجندي الإسرائيلي الصحافة الإسرائيلية، وتحديدًا قناة "كان" التي نقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: في "جزء من النشاط المستمر لرصد وإحباط سوء سلوك ضباط الجيش الإسرائيلي على شبكات التواصل الاجتماعي، كشف عن بنية تحتية للعدو تعمل بهدف انتزاع معلومات عن قوات الجيش الإسرائيلي وأنشطته".
وأضاف أن "هذه البنى التحتية كما يصفها، كانت تشغل عشرات الحسابات بغية توفير معلومات تحول لصالح حركة حماس"، حسب قوله.
وبين الهجوم والهجوم المضاد بين إيران وإسرائيل، تستمر المعارك السيبرانية بين طهران وتل أبيب، فالحرب على الفضاء الإلكتروني صار جبهة مهمة في الصراع بينهما، بل يرى خبراء إيرانيون أنها بدأت تدخل ضمن العقيدة الإيرانية الدفاعية والردعية، فيما يتحدث آخرون عن الهجومية أيضًا.
وفي الجانب الآخر، لا تخفي إسرائيل اهتمامها الشديد بالتكنولوجيا السيبرانية الأمنية التي تلقت ضربة موجعة وإخفاقها في إيقاف أو توقع هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
فشعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، أو الوحدة 8200 المعنية بالتجسس الإلكتروني تأسست قبل عقود، في حين تأسست قبل سنوات قليلة وحدة الحرب الإلكترونية التي تعمل تحت إشراف رئيس الوزراء، إضافة إلى تأسيس هيئات أخرى متخصصة بالهجمات السيبرانية.
في غضون ذلك، تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع قصة الجندي الإسرائيلي العاشق المخدوع، إذ قال جمال شعيب: "مضحك حال الأمن والعسكر الإسرائيلي، كل مزاعم التفوق والخبرة والانضباطية فضحت هزالتها منذ السابع من أكتوبر".
أما محمد فكتب "إذا تحب أن تنتصر على أحد، حاربه بأسلوبه"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل تستخدم نفس الأسلوب".