"خدمت بلدي بصفتي مجاهدة".. مناضلة جزائرية ترفض تعيينها في مجلس الأمة
اعتذرت المناضلة الجزائرية خلال حرب التحرير (1954-1962) جميلة بوباشا عن عدم القبول بتعيينها من جانب الرئيس عبد المجيد تبون عضوًا في مجلس الأمة، مؤكدة أنها تريد أن تكمل حياتها "مواطنة عادية".
ونشرت نصيرة دواغي، رئيسة "جمعية شباب آفاق ومواهب" المقربة من جميلة بوباشا (84 سنة)، رسالة الاعتذار أمس الثلاثاء على مواقع التواصل الاجتماعي. كما أكدت صحّتها لوكالة "فرانس برس"، موضحة أنها "نشرت الرسالة كما تلقتها دون أي تغيير".
"خدمت بلدي بصفتي مجاهدة"
وجاء في الرسالة: "بعد نشر قائمة الثلث الرئاسي لمجلس الأمة، التي تضمنت اسمي ضمن الشخصيات التي تم اختيارها، أود أن أوضح أنني عبرت عن اعتذاري عن عدم قبول المنصب للسلطات الرسمية شاكرة لهم الثقة التي وضعوها في شخصي. لذلك، أُعلم الرأي العام أن جميلة بوباشا لن تكون ضمن الثلث الرئاسي المعين".
وتابعت: "خدمت بلدي مع إخوتي وأخواتي بصفتي مجاهدة وعدت إلى حياتي بصفتي مواطنة، وأودّ ان أبقى كذلك".
وكان تبون قد أعلن أمس الثلاثاء أسماء 26 عضوًا في مجلس الأمة (الغرفة الثانية في البرلمان)؛ من بينها جميلة بوباشا ووزير الداخلية الأسبق دحو ولد قابلية.
ويتم انتخاب ثلثَي أعضاء مجلس الأمة (136 من أصل 204) بين أعضاء مجالس البلديات والولايات ومن طرفهم، بينما يعين رئيس الجمهورية الثلث المتبقي، أي 68 عضوًا، لولاية تستمر ست سنوات على أن يتم تجديد نصف الأعضاء كل ثلاث سنوات.
وسبق لجميلة بوباشا، التي ألهمت الفنان العالمي بيكاسو الذي رسم صورتها، أن رفضت كل المناصب التي عُرضت عليها منذ استقلال الجزائر في 1962، كما صرحت في مناسبات عدة.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، تم توقيف جميلة بوباشا في 1960، بينما كانت تحمل قنبلة لوضعها في قاعة مسرح ابن خلدون (بيار بورد في العهد الاستعماري) وحُكم عليها بالإعدام، لكنها غادرت السجن عام 1962، بعد توقيع اتفاقات إيفيان تمهيدًا لاستقلال الجزائر.