أفادت توقعات أعلنت مساء اليوم الأحد، بأن التحالف الذي يتزعمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خسر الغالبية المطلقة في الجمعية الوطنية الفرنسية.
ففي ختام الدورة الثانية للانتخابات التشريعية الفرنسية، يتوقع أنّ يحصل تحالف "معًا" على 200 إلى 260 مقعدًا، مما يمنحه أغلبية نسبية تجبره على السعي للحصول على دعم مجموعات سياسية أخرى لإقرار مشاريع القوانين، علمًا أن الغالبية المطلقة تبلغ 289 مقعدًا.
ومع البدء بفرز الأصوات في الجولة الثانية والأخيرة من الانتخابات التشريعية الفرنسية، تقترب حظوظ اليسار من طموحات كتلة ماكرون الذي يخشى السير في ولايته الثانية عاجزًا عن تطبيق برنامجه السياسي.
وتعليقًا على تلك النتائج، قالت أوليفيا جريجوار المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية إن الحكومة ستتواصل مع جميع الأحزاب "المعتدلة" لإيجاد أغلبية في البرلمان، بعد أن فقد ماكرون الأغلبية المطلقة، مضيفة: "نتواصل مع أولئك الذين يريدون دفع البلاد إلى الأمام".
اختراق كبير لليمين المتطرف
وكان مراسل "العربي" من باريس محمد الحاجي قد كشف أن نسبة التغيب عن الانتخابات في فرنسا كانت كبيرة رغم احتدام المنافسة، لافتًا إلى أن التوقعات تشير إلى احتمال حصول اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان على ما بين 70 و90 مقعدًا، وهي كتلة وازنة لليمين المتطرف لأول مرة منذ العام 1986.
وبذلك، يكون حزب مارين لوبن التي واجهت إيمانويل ماكرون في الدورة الحاسمة من الانتخابات الرئاسية، قد ضاعف عدد نوابه خمس عشرة مرة وتجاوز السقف المطلوب لتشكيل كتلة في الجمعية الوطنية.
وتعهدت مارين لوبن فور الإعلان عن التوقعات الأولية بممارسة "معارضة حازمة ومسؤولة وتحترم المؤسسات".
وقالت أمام أنصارها في منطقة هينين-بومون شمال البلاد إن الكتلة البرلمانية التي حصل عليها التجمع الوطني هي "الأكثر عددًا بفارق كبير في تاريخ عائلتنا السياسية".
من جهته، أشاد الرئيس بالوكالة للتجمع الوطني اليميني المتطرف بالنتيجة التي حققها حزبه الأحد في الانتخابات التشريعية، معتبرًا أنها "تسونامي".
وقال جوردان بارديلا لقناة "تي اف1": "إنها موجة زرقاء في كل أنحاء البلاد. إن أمثولة هذا المساء أن الشعب الفرنسي جعل إيمانويل ماكرون رئيس أقلية".
اليسار يأمل إسقاط برنامج الرئيس
وتوجه الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع ما لا يقل عن أربع مرات في غضون سنتين في أجواء توتر بسبب أزمات متتالية، لا سيّما جائحة كوفيد-19 والحرب في أوكرانيا والتضخم والتهديدات التي تحدق بالاقتصاد.
أما زعيم تيار اليسار جان لوك ميلانشون فيأمل بقسم سياسة الغالبية النيابية، مع تحويل البرلمان "لا إلى هذا ولا إلى ذاك بل لإسقاط برنامج الرئيس"، آملًا إعاقة حصول الائتلاف الوسطي على أغلبية برلمانية.
وتنافس في هذه الدورة ما بين 377 مرشحًا من كتلة اليسار و400 مرشحًا من الكتلة الموالية للرئيس ماكرون.