الجمعة 20 Sep / September 2024

"خشية من العقوبات".. مصارف صينية تحدّ من التمويل لشراء المواد الروسية

"خشية من العقوبات".. مصارف صينية تحدّ من التمويل لشراء المواد الروسية

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول العقوبات الغربية التي تفرض على روسيا جراء هجومها على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
بدأ مصرفان صينيان مملوكان للدولة الصينية هما "آي سي بي سي" و"بنك أوف تشاينا"، بتقييد تمويل شراء المواد الروسية، خشية التعرض لعقوبات، بحسب وكالة "بلومبرغ".

في ظل امتناع بكين عن انتقاد موسكو بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا، عمد مصرفان حكوميان صينيان على الأقل إلى فرض قيود على تمويل شراء المواد الأولية من روسيا، في أعقاب العقوبات الغربية بحق موسكو على خلفية هجومها على أوكرانيا، وفق ما أفادت وكالة "بلومبرغ" السبت.

وعززت بكين وموسكو علاقاتهما الاقتصادية بشكل كبير اعتبارًا من العام 2014، عندما بدأت الدول الغربية بفرض عقوبات على روسيا على خلفية ضمّها شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، ودعمها للانفصاليين في المناطق الحدودية الشرقية مع جارتها.

وضمن سعيها لتعزيز نموها الاقتصادي، زادت الصين من استيراد المواد الروسية المنشأ خصوصًا في قطاع الطاقة، وباتت تستهلك نحو 30% من صادرات الغاز والنفط الروسية.

"تقييد تمويل شراء المواد الروسية"

وفي أعقاب بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا والعقوبات الواسعة النطاق التي فرضتها دول غربية تتقدمها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بدأ مصرفان صينيان مملوكان للدولة هما "آي سي بي سي" و"بنك أوف تشاينا"، بتقييد تمويل شراء المواد الروسية.

ونقلت "بلومبرغ" المتخصصة بالأخبار المالية والاقتصادية، عن مصادر لم تسمّها، قولها: إن "القرار اتخذ خشية أن يتمّ تفسير إبقاء التمويل غير مقيّد، باعتباره نوعًا من التأييد للعملية العسكرية الروسية، وخشية التعرض لعقوبات".

إلا أن الوكالة أشارت إلى أن الخطوة ستكون مؤقتة.

ويعد "آي سي بي سي" أكبر مصرف في العالم من حيث الأصول، بينما "بنك أوف تشاينا" ("مصرف الصين") هو أكبر مصرف تجاري في البلاد لتداول العملات.

وقد يحول تعرض أي منهما لعقوبات أميركية، دون تمكنهما من النفاذ إلى الدولار.

العقوبات على روسيا

وشملت العقوبات على روسيا في أعقاب هجومها على أوكرانيا مجالات واسعة، وطالت على سبيل المثال شركة الطاقة العملاقة "غازبروم" التي فقدت قدرتها على التمويل من الأسواق المالية الغربية.

وتجد الصين نفسها في موقع دقيق دبلوماسيًا حيال الأزمة، خصوصًا مع عدم رغبتها في اتخاذ موقف معارض لفلاديمير بوتين، رئيس روسيا الذي تربطه علاقة جيدة بنظيره الصيني شي جينبينغ.

وخلال زيارته بكين على هامش استضافتها دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في فبراير/ شباط، وقّع بوتين وشي اتفاقات مهمة، خصص بعضها لتعزيز التعاون في القطاع المالي وتوريد الغاز.

واتخذت الصين موقفًا وسطيًا بين عدم إدانة الغزو الروسي وعدم تأييده، وأعرب شي خلال مكالمة هاتفية مع بوتين الجمعة عن تأييده لحلّ النزاع عبر المسار الدبلوماسي والمفاوضات.

وفي اليوم ذاته، امتنعت الصين عن التصويت في مجلس الأمن على إدانة الغزو، وهو قرار سقط في نهاية المطاف بموجب حق النقض "الفيتو" الروسي.

وأطلقت روسيا، فجر الخميس، عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل عالمية غاضبة ومطالبات بتشديد العقوبات على موسكو.

ويأتي الهجوم الروسي بعد ثماني سنوات على ضم موسكو شبه جزيرة القرم ورعايتها لاستيلاء الانفصاليين الموالين لروسيا على أجزاء من المناطق في دونباس ما سبب حربًا أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص في المنطقة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close