أفادت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اليوم الخميس، بأن بلادها، "قلقة جدًا" من احتمال استخدام روسيا لأسلحة كيماوية في أوكرانيا، محذرة من أن استخدامها سيكون "خطأ فادحًا" للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
ودخلت الحرب الروسية في أوكرانيا ثالث أسبوع لها دون تحقيق أي من أهدافها المعلنة، رغم مقتل الألوف وتحويل ما يزيد على مليوني شخص للاجئين واختباء الآلاف في مدن محاصرة تحت قصف بلا هوادة.
وقالت تراس لشبكة "سي.إن.إن" الإخبارية: "نحن في غاية القلق بشأن الاستخدام المحتمل لأسلحة كيماوية".
ومضت قائلة: "رأينا روسيا تستخدم هذه الأسلحة من قبل في ساحات صراع، لكن ذلك سيكون خطًأ فادحًا من جانبها يضاف للأخطاء الجسيمة التي يرتكبها بوتين بالفعل".
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من نفي الولايات المتحدة اتهامات روسية متجددة، بأن واشنطن تدير مختبرات حرب بيولوجية في أوكرانيا. ووصفت الادعاءات بأنها "مضحكة"، واعتبرت أن موسكو ربما تضع الأساس لاستخدام سلاح كيميائي أو بيولوجي.
واتهمت روسيا الولايات المتحدة وأوكرانيا بمحاولة تدمير عينات من "الطاعون والجمرة الخبيثة والتولاريميا والكوليرا والأمراض الفتّاكة الأخرى" في 24 فبراير/ شباط عند بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، مضيفة أن "كل ما هو ضروري للمضي قدمًا في البرنامج العسكري البيولوجي قد أُخرج بالفعل من أوكرانيا".
والثلاثاء، أعلنت الولايات المتحدة أنها تتعاون مع كييف لمنع القوات الروسية من الاستيلاء على مواد تستخدم في بحوث بيولوجية في البلاد.
وسُئل وزير القوات المسلحة البريطانية جيمس هيبي في وقت سابق، اليوم الخميس، عما إذا كان استخدام الأسلحة الكيماوية قد يتجاوز "الخط الأحمر" بما يجعل أعضاء حلف شمال الأطلسي يتدخلون في الصراع.
وقال هيبي لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي": "لا أعتقد أنه من المفيد الدخول في أي التزام صارم الآن بخصوص مكان هذا الخط الأحمر، لكنني أعتقد أن الرئيس بوتين يحتاج إلى أن يعرف بشكل واضح جدًا أنه عندما استخدمت دول أخرى أسلحة كيماوية استدعى ذلك ردًا دوليًا".
وزاد بالقول: "أعتقد أن على بوتين أن يفكر بشكل ملح، فيما حدث للدول الأخرى التي استخدمتها".
تعزيز أسس نظام دولي
وفي سياق متصل بمجريات الهجوم على أوكرانيا، حذّر أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، من التداعيات العالمية للصراع في أوكرانيا، مشددًا على ضرورة تعزيز أسس نظام دولي متعدد الأطراف.
وخلال كلمة ألقاها غوتيريش، اليوم الخميس، في اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة حول تعزيز التعاون الدولي، أكد أنه يمكن أن يكون للنزاع في أوكرانيا تداعيات عالمية خطيرة على عدة جبهات: حيث سينخفض التمويل الإنساني، مما يزيد من معاناة الأشخاص، وقد يؤدي بشكل غير مباشر لزيادة الجوع في العالم.
وتابع قائلًا: "أوكرانيا واحدة من أكبر مصادر الحبوب في العالم، وقد يتسبب الصراع في ارتفاع الأسعار، كما يرتبط هذا الصراع ارتباطًا وثيقًا بأزمة المناخ، وسوف تزداد الآثار الاقتصادية للحرب، وخاصة مع ارتفاع أسعار الطاقة".
واعتبر غوتيريش أن ضعف المؤسسات والافتقار إلى المساءلة جنبًا إلى جنب مع المخاطر المناخية والأمنية والإنفاق العسكري القياسي؛ لن يحمي أي شخص من كارثة المناخ التي نواجهها جميعًا.
ودخل الهجوم الروسي على أوكرانيا يومه الـ 15، وسط تواصل فرار الأوكرانيين من المدن التي تشهد تصعيدًا عسكريًا روسيًا، في وقت فر نصف سكان كييف منذ بدء الهجوم الروسي.