وجه كبار نجوم العالم في حفل جوائز الأوسكار في نسخته الـ96، الذي أقيم أمس الأحد، رسالة دعم وتضامن لقطاع غزة، حيث طالبوا بوقف فوري لإطلاق النار في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني، الذي دخل شهره السادس حاصدًا أرواح آلاف المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وقبل انطلاق حفل توزيع الجوائز، تجمع متظاهرون متضامنون مع الشعب الفلسطيني أمام مسرح دولبي، حيث أطلقوا هتافات تطالب بوقف إطلاق النار بشكل فوري في غزة. وتأخر بدء الحفل بسبب المظاهرة خارج المسرح، التي نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية، وشهدت مشاركة عدد من مشاهير هوليوود الذين وضعوا الشعارات المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة.
وانتشر الدبوس الأحمر، الذي أصبح شعارًا لوقف إطلاق النار، على السجادة الحمراء، حيث ارتداه كبار النجوم والمشاهير، بدءًا من المغنية بيلي إيليتش التي فاجأت الحضور بموقفها، وشكلت مادة ثرية لوسائل الإعلام الغربية. وقد زينت سترتها بالدبوس الأحمر قبل أن تفوز بجائزة أفضل أغنية لفيلم "باربي".
رامي يوسف
ويُعتبر الدبوس الذي ارتداه كل من الممثل المصري الأصل رامي يوسف، تعبيرًا عن التزام فنانين من هوليوود في مجموعة "Artists4Ceasefire"، حيث وقعوا على رسالة مفتوحة إلى الرئيس جو بايدن في أواخر شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، طالبوا من خلالها بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وقال الممثل يوسف الذي شارك في فيلم "Poor Things" الفائز بجائزة أفضل إنتاج، خلال مقابلة له على السجادة الحمراء: "نحن جميعًا نطالب بوقف فوري ودائم لإطلاق النار في غزة، نريد حقًا العدالة الدائمة والسلام للشعب الفلسطيني".
وأضاف يوسف: "هذه في الحقيقة رسالة عالمية، توقفوا عن قتل الأطفال"، مشيرًا إلى أن الإدارة الأميركية بدأت في التفكير في وقف إطلاق النار في غزة. ولفت إلى دعوة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس لذلك، وتساءل قائلاً: "لماذا لا يكون الوقت المناسب لذلك الآن؟".
وأوضح يوسف أن العديد من الممثلين قاموا بدعوة رمزية لوقف إطلاق النار في غزة هذه الليلة، من خلال وضع دبابيس حمراء على صدورهم.
علم فلسطين
ولم يحد الممثل الأميركي الشهير، مارك روفالو، عن مواقفه الداعمة لفلسطين منذ بداية العدوان على غزة، وحضر بالدبوس الأحمر، على السجادة الحمراء، بينما كانت مظاهرات عدة تجوب في شوارع لوس أنجلوس، بالقرب من مسرح دولبي، لتوجيه الدعوة عينها، بوقف العدوان الإسرائيلي.
ومن بين الموقعين على الرسالة السابقة للرئيس بايدن كان روفالو، وقد ارتدى الدبوس الأحمر أمس أيضًا، كل من المخرجة الأميركية إيفا ديفورني، وفينياس أوكونيل شقيق إيليتش وكاتب أغانيها، والممثل أوجين لي يانغ، بالإضافة إلى الممثل برادلي كوبر.
بطلا فيلم "Anatomy of a Fall"، الفائز بجائزة أفضل سيناريو أصلي، وهما "سوان أرلو" و"ميلر مانشادو غارنر" كانا أكثر مباشرة من غيرهم، وارتديا دبوس العلم الفلسطيني على سترتهما، بينما ارتدت الممثلة أميركا فيرارا المشاركة في فيلم "باربي" الدبوس الأحمر كذلك، والأمر نفسه الذي التزمت به مخرج الفيلم التونسي" بنات ألفة" كوثر بن هنية، ومنتج العمل نديم شيخورة.
مفاجأة "غلايزر"
أما المفاجأة المدوية، التي أشعلت غضب الإسرائيليين على مواقع التواصل، فكان خطاب المخرج جوناثان غلايزر، الذي فاز بفيلمه "ذي زون أوف إنترست" بجائزة أوسكار أفضل فيلم دولي، ويسرد من خلاله قصة الحياة الهانئة التي عاشتها عائلة نازية بجوار معسكر أوشفيتز، الذي يشكل رمزًا تاريخيًا لليهود، في أيام المحرقة.
وعندما صعد غلايزر المسرح برفقة المنتج جيمس ويلسون، تسلم جائزته وقال: "جميع اختياراتنا تُصنع لتعكسنا وتواجهنا في الحاضر. ليس لنقول، 'انظروا ما فعلوه آنذاك'، بل 'انظروا ما نقوم به الآن'. يظهر فيلمنا إلى أين تؤدي عملية التحول الإنساني عندما تصل إلى أسوأ حالاتها".
وتابع غلايزر اليهودي الهوية: "في الوقت الحالي، نقف هنا كرجال يرفضون هويتهم اليهودية وسرقة المحرقة من قبل احتلال أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص الأبرياء، سواء كانوا ضحايا السابع من أكتوبر في إسرائيل أو الهجوم المستمر في غزة".
وحصد غلايزر تصفيقًا حارًا، استمر لبرهة من الزمن، من قبل الحضور في مسرح دولبي، مشعلًا غضباً عارمًا إسرائيليًا على مواقع التواصل، لا سيما بعد تركيزه على كلمة "احتلال".
وانتهى حفل أوسكار أمس، على وقع تجمع متظاهرين متضامنين مع فلسطين أمام مسرح دولبي، للمطالبة بوقف عاجل لإطلاق النار في غزة، حيث رددوا حاملين الأعلام الفلسطينية شعارات مثل "فلسطين حرة" و"وقف فوري لإطلاق النار في غزة". وبينما توقفت حركة المرور بسبب التظاهرة أمام مسرح دولبي، اتخذت الشرطة إجراءات أمنية في محيط المسرح.
