الجمعة 27 Sep / September 2024

خطة جديدة.. تغييرات في نظام التعليم الثانوي في مصر تربك الطالب والمدرس

خطة جديدة.. تغييرات في نظام التعليم الثانوي في مصر تربك الطالب والمدرس

شارك القصة

احتل التعليم في مصر العام الماضي المرتبة 90 على مؤشر المعرفة العالمي - غيتي
احتل التعليم في مصر العام الماضي المرتبة 90 على مؤشر المعرفة العالمي - غيتي
ستصبح اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية مادتَي نجاح ورسوب، ولكن خارج المجموع، وستلغى مادة الجيولوجيا إلى جانب الفلسفة وعلم النفس.

بدأ التغيير المستمر في نظام التعليم الثانوي في مصر يُربك الطلبة والمدرسين، لا سيما في ظل إلغاء بعض المواد الدراسية ضمن خطة أطلقتها وزارة التعليم في البلاد.

فقد تمثلت أبرز ملامح الخطة التي أوردتها الوزارة على موقعها الإلكتروني، في أن يدرس طلاب الصفين الأول والثاني الثانوي في العام الجديد ست مواد بدلًا من عشر، على أن يدرس طلاب الصف الثالث خمسًا بدلًا من سبع.

وستصبح اللغة الأجنبية الثانية والتربية الدينية مادتَي نجاح ورسوب، ولكن خارج المجموع، وستلغى مادة الجيولوجيا إلى جانب الفلسفة وعلم النفس.

"القرار الأخير دمر أحلامي"

عندما التحقت رغدة فاروق بكلية الآداب قسم الفلسفة جامعة القاهرة قبل أربع سنوات، آلت على نفسها أن تجتهد في دراسة المادة التي أحبتها لتصبح معلمة لها سواء في الجامعة أو المرحلة الثانوية. وقد أثمر اجتهادها بالفعل وتخرجت هذا العام.

لكن قرار وزير التربية والتعليم محمد عبد اللطيف إلغاء مادة الفلسفة وكذلك علم النفس من الثانوية العامة ضمن خطة "إعادة هيكلة" هذه المرحلة بدد هذه الأحلام.

وقالت رغدة لوكالة رويترز: "كنت أتمنى الحصول على فرصة عمل جيدة، لكن القرار الأخير دمر أحلامي".

وتساءلت: "كيف تلغى مادة تقود إلى تشكيل عقل ناضج؟ كيف تلغى أساس العلوم التي تساعد على الوصول إلى حلول عقلانية وسليمة للمشكلات؟ كيف تلغى مادة علم النفس التي تساعد الفرد على فهم ذاته والمجتمع؟".

أما محمد عبد الحميد، وهو مدرس لغة فرنسية تحدث لرويترز طالبًا عدم الإفصاح عن اسم مدرسته، ففوجئ قبل شهر من بدء العام الدراسي بتهميش مادته بعدم احتسابها في المجموع.

وقال: "الموضوع طبعًا مفاجئ ويعتبر كارثة بالنسبة لمدرسي اللغة الفرنسية".

وأردف متسائلًا: كيف يتم إلغاء مجالهم؟ "لقد أصبحوا بدون عمل أو أصبحوا في المدرسة بدون عمل".

كما استنكر مدرس لغة فرنسية تدريس الأستاذ مادة بعيدة عن تخصصه.

وفي هذا السياق، قال حسن شحاتة أستاذ المناهج بكلية التربية جامعة عين شمس، إن الهدف من الخطة الجديدة هو "التركيز على المواد المؤهلة للتعليم الجامعي وإتقانها والتمكن من هذه المهارات حتى يستطيع الطالب اجتياز مرحلة التعليم الجامعي بنجاح. وأيضًا تخفيف العبء المالي على أولياء الأمور لانتشار ظاهرة الدروس الخصوصية".

"خفف العبء على الطلاب"

وافقته في الرأي (د.أ)، وهي خبيرة آثار بمحافظة الفيوم لديها ابنان بالمرحلة الثانوية، وقالت لرويترز طالبة عدم ذكر اسمها سوى بالأحرف الأولى: "رأيي إيجابي جدًا في النظام الجديد، لأنه خفف حمل المذاكرة عن الطلبة وحمل الدروس الخصوصية والكتب الخارجية عن أولياء الأمور".

أما أحمد صالح، طالب الصف الثاني الثانوي بمدرسة التوفيقية في روض الفرج، فرأى أن النظام الجديد "خفف العبء على الطلاب من حيث المذاكرة والدروس والكتب.. لكن تحويل بعض المواد إلى خارج المجموع هو المشكلة لأنها مواد سهلة كنا نجمع من خلالها الدرجات" للنجاح.

وأيّده في ذلك مصطفى أحمد الصاوي، وهو طبيب أسنان ستلتحق ابنته بالصف الأول الثانوي في مدرسة خاصة بمحافظة الجيزة، قائلًا: "طبعًا النظام الجديد يخفف العبء عن أولياء الأمور".

لكنه استدرك متسائلًا: "هل سيكون الطالب الذي يدرس هذا العدد القليل من المواد مؤهلًا معرفيًا بالدرجة الكافية؟ وهل سيكون مؤهلًا لسوق العمل؟".

بنظرة سريعة على "هيكلة الثانوية العامة"، نجد أن العلوم الإنسانية هي أكثر المواد تعرضًا للتهميش بإلغاء مادتَي علم النفس والفلسفة والمنطق، وكذلك إخراج اللغة الأجنبية الثانية من المجموع.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا إلى التركيز على المجالات العلمية وخاصة تكنولوجيا المعلومات والبرمجة.

واحتل التعليم في مصر العام الماضي المرتبة 90 على مؤشر المعرفة العالمي، الذي يُعده برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ويغطي 133 دولة حول العالم.

وأُطلق المؤشر عام 2017 ويصدر سنويًا ويعتمد على سبعة مؤشرات فرعية هي التعليم قبل الجامعي والتعليم والتدريب الفني والمهني والتعليم العالي وتكنولوجيا المعلومات والاتصال والبحث والتطوير والابتكار والاقتصاد والبيئة التمكينية.

وجاءت مصر في المركز التاسع عربيًا على المؤشر الذي تصدرته سويسرا في 2023.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز