يشترط قانون التعليم في مصر الصادر عام 1981 على من يريد شغل وظيفة المعلم في المدارس الحكومية أو الخاصة أن يكون خريجًا في إحدى كليات التربية، أو حاصلًا على مؤهل عالٍ إضافة إلى شهادة أو إجازة في التأهيل التربوي.
ويعني ذلك أن من يكن في مصر من المتفوقين في مجاله ويريد أن يعمل معلمًا فلن ينال تلك المكانة إلّا إذا كان مؤهلًا تربويًا للتعامل مع التلاميذ.
فالوزارة اسمها "وزارة التربية والتعليم "، وهي تقدم التربية على التعليم. وفي الوسائل التربوية أقصر طريق للتعليم هو القدوة. أن يكون المعلم قدوة لطلابه وتلاميذه. وهذا تمامًا ما فعلته معلمة مصرية في إحدى مدارس محافظة كفر الشيخ في دلتا مصر.
فالبلاد تمر بموجة حارة تتجاوز فيها درجات الحرارة 35 درجة مئوية، وامتحانات المرحلة الثانوية تعقد في تلك الفترة. وشوهدت السيدة أماني المنجوجي مدرسة اللغة العربية في تسجيل كاميرات المراقبة الموجودة داخل الصفوف الدراسية وهي تحاول تخفيف الحرارة عن طالبات الصف الثاني الثانوي خلال امتحان مدته ثلاث ساعات.
كانت المدرّسة تمر على الطالبات ممسكة دفترًا تحاول به التهوية على طالباتها لمساعدتهنّ في تحمُّل الأجواء وتجاوز الامتحان.
المعلمة تصرّفت "بعفوية"
ونشرت صفحة مدرسة فوه الثانوية المشتركة هذا التسجيل ثم انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل بمصر.
وأجرت صحيفة مباشر كفر الشيخ المحلية مقابلة مع المدرّسة بعد انتشار المشهد، فقالت إنها تصرفت بصورة عفوية، رحمة بالطالبات.
وتفاعل رواد التواصل الاجتماعي مع هذا الفيديو، حيث قال مصطفى: "عندما نتكلم عن التربية قبل التعليم، موقف بألف كلمة، تعلّم طلابها الرحمة، عندما تكون المعلمة قدوة وأمًّا، بارك الله فيها وفي أمثالها".
وتتساءل هبة: "كيف نجت هذه السيدة الفاضلة بتلك النفسية السويّة مما أصاب الناس في آخر السنوات، هذه هي المعلمة الحقيقية التي يجب أن يكون نموذجها مُعمَّمًا".
ويقول سيف: "هذا الموقف سيبقى في ذاكرة الطالبات إلى الأبد، فهذا موقف لا يصدر إلا من كريم، لا أنسى أبدًا ذلك المعلم الذي رآني أبكي وأنا طفل خوفًا من الرسوب في إحدى المواد، فقرّر أن يطمئنني ويساعدني إلى أن هدأَت نفسي وأجبت عن الأسئلة .مواقف إنسانية تبقى راسخة في ذاكرة الطلاب، مواقف تستحق التقدير والتكريم.
وأرسلت وزارة التربية والتعليم عبر وكيلها في مديرية تعليم كفر الشيخ وفدًا إلى المدرسة لتكريم المدرّسة وإدارة المدرسة.